في سابقة في تاريخ السينما المغربية، أكدت شركة "العدل غروب" للإنتاج السينمائي عزمها تقديم نسخة مصرية للفيلم المغربي "المغضوب عليهم" لمحسن البصري، الحاصل على جائزة نجيب محفوظ في الدورة 35 من مهرجان القاهرة السينمائي. وقال مدحت العدل، صاحب شركة "العدل غروب" في تصريح لقناة "النايل سينما"، إنه حصل على موافقة المخرج المغربي محسن البصري لإنتاج النسخة المصرية من الفيلم بميزانية ضخمة، مشيرا إلى أن موعد التصوير سيتحدد بعد الانتهاء مباشرة من إعادة كتابة سيناريو وحوار النسخة المصرية. وأبرز العدل، الذي سيشرف على إعادة كتابة السيناريو رفقة المخرج المغربي محسن البصري، أنه أعجب بفكرة الفيلم، التي "تعبر بدقة شديدة عما تعيشه مصر حاليا من صراعات بين المتطرفين الإسلاميين والفنانين"، ملمحا إلى الهجمات التكفيرية الأخيرة التي تعرضت لها نخبة من النجوم المصريين أمثال عادل إمام، ويسرا، وإلهام شاهين. وبخصوص الممثلين الذين سيشاركون في النسخة المصرية، قال العدل إن الفنانة المصرية منة شلبي، تحمست لتجسيد دور البطولة النسائية في النسخة المصرية لـ "المغضوب عليهم"، مؤكدا أنها وافقت مبدئيا على بطولة الفيلم بعد مناقشات طويلة. من جهته، عبر المخرج المغربي محسن البصري، الذي أهدى جائزة الفيلم إلى الشعب المصري ورموزه، خصوصا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عن سعادته بنجاح عمله وفوزه في عاصمة السينما العربية القاهرة بجائزة أحسن فيلم عربي. وقال، في تصريح لـ"المغربية"، إنه اتفق مع شركة العدل على إخراج نسخة مصرية من فيلمه بميزانية ضخمة، وأبدى استعداده للتعاون مع المصريين لإعادة كتابة السيناريو، خصوصا أنه "عانى كثيرا قلة الإمكانات، ولولا المساعدات التي تلقاها من الممثلين والتقنيين الذين عملوا معه من دون مقابل، لما استطاع إخراج الفيلم بالطريقة التي ظهر بها". وحاول البصري من خلال فيلمه أن يقدم بطريقة ضمنية مفهوم الإسلام المعتدل، وإثارة الانتباه إلى موضوع راهن، ويتعلق الأمر بموقف المنع والتحريم الذي يهدد حرية التعبير الفني بمختلف أشكاله في العالم العربي والإسلامي، والمعبر عنه بردود فعل عنيفة تختلف حدتها من منطقة إلى أخرى، إلى درجة إشهار القتل في حق الكتاب والمفكرين والفنانين. وكان الفيلم المغربي نال إعجاب صناع السينما بمصر ونجومها، إذ قال الفنان المصري محمود عبد العزيز، رئيس لجنة تحكيم المسابقة العربية، خلال المؤتمر الصحفي لإعلان عن جوائز المهرجان، إن الفيلم استحق الجائزة لأنه جاء "مليئا بالقيم الفنية" وتناول موضوع الحوار وقبول الآخر.