اللعب أثناء رحلة الطفولة ليس مجرد وسيلة للهو، إنما هو وسيط تربوي مهم يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة في النمو الإنساني. ولا ترجع أهمية اللعب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب، بل إنه يسهم بدور مهم في التكوين النفسي للطفل وتكمن فيه أسس النشاط التي تسيطر على التلميذ في حياته المدرسية. واللعب أيضاً لا يرتبط بالطفولة فقط، إنما يظل متنفساً تربوياً لمختلف الأعمار، ويساعد كثيراً على تخفيف أعباء العمل وضغوط الحياة. لكن اللعب أيضاً سلاحاً ذو حدين، فمن خلاله يمكن أن يتعلم الطفل قيماً وأنماطاً سلوكية إيجابية وسلبية في نفس الوقت. الطفل يبدأ في إشباع حاجاته عن طريق اللعب، حيث تتفتح أمامه أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس، ويدرك أن الإسهام في أي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته، وهذا ما يعكسه في نشاط لعبه، ويتعلم الطفل عن طريق اللعب الجمعي الضبط الذاتي، والتنظيم الذاتي تمشياً مع الجماعة، وتنسيقاً لسلوكه مع الأدوار المتبادلة فيها. كما أن اللعب مدخل أساسي لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً وليس لنموه اجتماعياً وانفعالياً فقط، ففي اللعب يبدأ الطفل بمعرفة الأشياء وتصنيفها ويتعلم مفاهيمها ويعمم فيما بينها على أساس لغوي، وهنا يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه.