منذ أن دخلت مسألة طول العمر حيز الدراسة لوحظ فارق بين المرأة والرجل، إذ في الغالب تعيش المرأة أكثر من الرجل. ووجد العلماء التفسير في الجينات التي يحملها الجنسين. ويقول باحثون أستراليون وبريطانيون إن قصر عمر الرجل يعود إلى «سوء حظه»، لأنه يتلقى من أمه جينات معينة تحدد عمره، ولا دخل للأب في هذه العملية الجينية المهمة. ويشرح الباحثون أن جزءاً من الحمض النووي يوجد داخل الخلايا التي تتكون في المبيض ولا يوجد لها أثر في السائل المنوي، وبالتالي يرث كل منا هذه الجينات من والدته فقط. وأجريت دراسة مخبرية على عينة من الذباب، ولاحظ العلماء أن الذكور تشيخ بسرعة في حين تستمر الإناث في الحياة فترة أطول. وأطلق العلماء «لعنة الأم» على هذه العملية الجينية، وتبقى النتائج قيد الدراسة العلمية، إذ لوحظ أن معدل عمر الإناث يفوق الذكور بنحو ست سنوات. وقد توصل العلماء إلى أن الطفرات الجينية ناجمة عن الطريقة التي ينتقل فيها الحمض النووي من خلال الخط الأنثوي، ففي حال حدوث الطفرة الجينية التي تؤثر في الأب ولا يظهر تأثيرها في الأم فإن هذه الطفرة تنزلق من خلال عملية الانتقاء الطبيعي وبشكل غير ملحوظ. وتراكمت الطفرات الجينية على مدى آلاف الأجيال والتي يظهر تأثيرها في الذكور دون الإناث. يذكر أن هذه الدراسة اعتبرت أن مركز الطاقة عند الخلايا يعتبر بقعة ساخنة لحدوث الطفرات الجينية، وهي بالتالي تؤثر تحديداً في صحة الذكور.