ذكرت دراسة حديثة أن الفتيات يمارسن التمرينات الرياضية لفترة لا تتجاوز 17 دقيقة يومياً، ووجدت الدراسة أن الفتيان أفضل قليلاً من الفتيات، “متوسط ممارسة الفتيان في عمر 8 - 10 أعوام لنشاط بدني لا يتخطى 24 دقيقة في اليوم” . ووصف منظمو الدراسة هذه الأرقام التي تقل كثيراً عن المقدار اليومي الموصى به والذي يبلغ 60 دقيقة بأنها سيئة للغاية . تزيد هذه النتائج من منسوب المخاوف المتعلق بالمستقبل الصحي لجيل “الشبسي والنت الذي يفضل التسلية بألعاب الكمبيوتر بدلاً من لعب الكرة . وفي هذه التجربة البحثية، قام باحثون من جامعة نيوكاسل بربط 508 من تلاميذ المدارس تتراوح أعمارهم بين 8 و10 أعوام بشاشات رصد تسجل مدى نشاطهم وفاعليتهم  أو عدم فاعليتهم خلال ساعات استيقاظهم . وأظهرت النتائج مدى ضآلة الوقت الذي قضاه الأطفال في ممارسة أنشطة معتدلة أو قوية مثل الركض أو القفز أو الرقص . وبلغت نسبة الوقت الذي قضاه الأطفال في ممارسة نشاط بدني 4% “حوالي 20 دقيقة” .وقد كانت هذه النسبة متوسطة للجنسين “البنات كان أقل نشاطاً من الأولاد” . وقال الباحثون إن الأطفال يفترض أن يعتادوا على ممارسة الرياضة منذ عمر مبكر . وقال الباحث مارك بيرس: “آخذين في الاعتبار أهمية النشاط البدني في المحافظة على صحة جيدة، لابد أن ندرك أننا بحاجة لتعويد أطفالنا على أن يصبحوا أكثر نشاطاً” . وأضاف أن الأمر المقلق هو قلة فاعلية البنات حتى في سن الثامنة، مقارنة بالفتيان . وقد وجدت دراسات سابقة أن كثيراً من الفتيات فقدن اهتمامهن بالرياضة ببلوغهن سن المراهقة . ويقول الدكتور بيرس إن الحلول الممكنة والمحتملة تشمل تشجيع الفتيات الصغيرات على الاقتداء بنجمات الرياضة، وتوفير مجموعة أوسع من الرياضات في المدارس . ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة بلس ون أن أطفال الآباء المتقدمين في السن يميلون لقلة الفاعلية والنشاط . وهذا قد يعزى لتسنم الآباء المتقدمين في السن لمراكز قيادية في العمل وبالتالي زيادة الوقت الذي يقضونه فيه، وتناقص الزمن الذي يمكثونه في اللعب مع أطفالهم . وقد تختلف سلوكياتهم وتصرفاتهم الأبوية أو يقل نشاطهم العام . والمعلومة المثيرة للاستغراب والدهشة التي كشفتها الدراسة، هي قلة ممارسة الأطفال الذين قيد آباؤهم أوقات مشاهدتهم للتلفاز، لتمرينات رياضية مقارنة بمن سمح لهم آباؤهم بمشاهدة التلفاز بالقدر الذي يرغبون فيه . وقال الدكتور بيرس إن مشاهدة العروض والبرامج الرياضية على التلفاز قد تشجع اليافعين على ممارسة الرياضة، أو قد تكون هذه المعلومة- أو النتيجة  مجرد صدفة . وتقول تقديرات أن ثلث اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 - 15 سنة أحجامهم ثقيلة للغاية بالنسبة لطولهم، ولذلك يحذر خبراء السمنة من المهددات الصحية التي تحيط بأطفال الجيل الحالي، في ظل ارتفاع وتائر الإقبال على تناول الأطعمة السريعة إضافة لنمط المعيشة الخامل . ويقول خبراء السمنة إن استمرار هذه الظواهر السلبية، يعني أن أطفال الجيل الحالي مهددين بأن يكونوا أول جيل يموت فيه الأطفال واليافعين في سن مبكرة “مقارنة بآبائهم” . ويقول الخبير توم فريي الذي يعمل مع منتدى السمنة القومي في بريطانيا، إن كثيراً من الأطفال لا يملكون الدافع لممارسة التمرينات الرياضية في أوقات فراغهم، وأوصى المدارس بتخصيص وقت أكبر للتمرينات الرياضية . وأضاف: “الرياضة لا تقلص مستويات السمنة بمفردها، لكنها مهمة للغاية لصحة الأطفال . هي تجعلهم يركزون بصورة أفضل في الحصص المدرسية، وتحسن تصرفاتهم”. وتوصي إرشادات وزارة الصحة في بريطانيا بأن لا تقل فترة ممارسة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاماً، عن ساعة من النشاط البدني المعتدل أو القوي يومياً، “مثل ممارسة رياضات، المشي السريع، الرقص أو قيادة الدراجات” . ويتوجب عليهم ممارسة أنشطة تدعم وتقوي العضلات والعظام “مثل الوثب أو الجمباز” 3 مرات في الأسبوع .