لقاح أوكسي الجديد

نجح علماء في معهد سكريبس للأبحاث (TSRI) بالولايات المتحدة في تطوير لقاح يمكن أن يقلل مخاطر حدوث جرعات زائدة من المواد الأفيونية القاتلة.
ويعمل اللقاح المطور - الذي أطلق عليه أسم أوكسى- على وقف حالة الذهول والتوهان الناجمة عن تعاطي الأفيون خاصة نوعي أوكسى وهيدروكودون في النماذج الحيوانية.

وأوضح كيم جاندا أستاذ الكيمياء في معهد سكريبس للأبحاث، أن التجارب الأولية التي أجريت على اللقاح كشفت نتائج مذهلة في قدرته على كبح نشاط المخدرات الأفيونية بين النماذج الحيوانية، وهو ما يساهم بصورة فعالة في حماية المدمنين من الوفاة جراء الجرعات الزائدة غير متوقعة من الأفيون.
ويعمد لقاح أوكسى على الاستفادة من قدرة الجهاز المناعي على التعرف وتحييد والتخلص من العدو المهاجم للجسم، وفي هذه الحالة الأفيون.
وتشير الأبحاث - التي نشرت فى عدد نوفمبر من مجلة علم الأحياء الكيميائية - إلى أن المواد الأفيونية تعمد للوصول إلى مستقبلات في المخ، مما يتسبب في الحد من مشاعر الألم والنشوة لتسبب بلادة في الحس بين مدمني الأفيون.

وفي إطار الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد، لجأ العلماء إلى المزج بين البنية الأفيونية مع الجزيء المعني بتحريك الاستجابة المناعية.. فعند الحقن باللقاح، يعمد على تعليم الجهاز المناعي الاتحاد مع جزيئات المخدر لإزالتها من النظام المناعي للجسم.. فقد قام العلماء بتطوير الأجسام المضادة لمنع وصول تأثير المخدر إلى خلايا المخ، مما يحرم المدمن من نشاط مراكز "المكافأة" لاستهلاك المزيد من المخدرات.
فقد أظهرت التجارب الأولية التىيأجريت على اللقاح قدرته على نشاط مستقبلات الألم بين فئران التجارب، لوحظ أن الفئران التي أعطيت اللقاح لم تظهر عليهم أيا من الأعراض التقليدية من الجرعات الزائدة من المخدر مثل تجاهل الألم والنشوة ومشاعر التبلد.. كما أظهرت التجارب أن القوارض كانوا أقل تأثرا واستجابة للجرعات الزائدة القاتلة.

وعلى الرغم من أن بعض الفئران قد استسلموا للآثار السامة للمخدرات الأفيونية، إلا أن الباحثين لاحظوا أن الأمر قد استغرق وقتا أطول من المعتاد.
ويرى العلماء أنه في حال انطباق النتائج المتوصل إليها على البشر، فإنه من الممكن أن يساعد اللقاح الجديد المطور في تطوير إستراتيجية علاجية فعالة ضد إدمان المخدرات الأفيونية، خاصة الجرعات الزائدة.