"اللوز"

تواجه ولاية "كاليفورنيا" الأميركية خطر الجفاف المدمر، ويواجه السكان مطالب لم يسبق لها مثيل بخفض استهلاك المياه، والجميع يبحث عن شخص لإلقاء اللوم عليه، إلا أنَّ السبب في الجفاف هو زراعة اللوز سيئة السمعة على نحو متزايد.
 
وتزرع كاليفورنيا 80% من اللوز في العالم، وتستهلك هذه الزراعة الكثير من الماء، واللوز وحده مسؤول عن استهلاك ما يقرب من 10% من المياه الزراعية في الولاية.
 
ويحاول مزارعو اللوز إقناع المستهلكين بأنَّ الزارعة تعرضت لانتقادات كثيرة بالرغم من أنها مفيدة للبيئة وأنَّ زراعة اللوز لا تستخدم مياه أكثر من العديد من الأطعمة الأخرى مع الإشارة إلي أن كاليفورنيا تنتج ما يقرب من نصف الفواكه والخضروات في الولايات المتحدة.
 
ومن جانبه؛ أشار الخبير في الاقتصاد الزراعي في جامعة كاليفورنيا، البروفيسور ريتشارد هويت، إلى أنَّ زراعة المشمش والخوخ وغيرها من الفواكه تحتاج لمياه كثيرة مثل اللوز.
 
وزاد استهلاك اللوز في أميركا ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي، إذ يُعتقد أنه فعال في مكافحة السمنة والسكري والتهاب المفاصل. واقترحت دراسة حديثة أنه يمكن أيضا أن يقلل من انتشار السرطان ويقلل من مخاطر مرض "الزهايمر".
 
ويتواجد اللوز علي رفوف محلات الأغذية الصحية في جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا وخارجها ويتم استخدامه في الكثير من صناعات التغذية.
 
وأكثر من ثلثي محصول اللوز في كاليفورنيا يتم تصديره، ويتجه الكثير منه إلى الصين، وصدر تقرير يفيد بأنَّ أرباح الولاية من اللوز في العام الماضي وصلت إلي 11 مليار دولار، وهو ما يمثل 15% من إجمالي الأرباح الزراعية للدولة.
 
وكشف محافظ الولاية جيري براون، عن خطة عمل للمرة الأولى في تاريخ الدولة تشمل التخفيضات الإلزامية من 25% في استخدام المياه في المناطق الحضرية.
 
على عكس الخضار يجب أن تُسقى أشجار على مدار السنة، ويحصل كثير من المزارعين علي إمداداتهم من الآبار. واستخدام المياه الجوفية المفرط، هو مشكلة المياه الأكثر إلحاحا في الدولة. ويجري استنزاف المياه الجوفية في بعض المناطق بشكل سريع.
 
وتشير الأرقام الأخيرة إلى أنَّ إنتاج أوقية من لحوم البقر تحتاج إلى أكثر من 100 جالون من المياه، مقارنة مع أقل من 50 جالون من المياه للأوقية من اللوز. وأظهرت بعض البيانات من جامعة كاليفورنيا أن اللوز يولد المزيد من فرص العمل أكثر من أي زراعة أخري، حسبما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز.