تزاوج الخنافس تحت الماء

كشف علماء في تايوان كيفية تعلق أنثى الخنافس بالذكر أثناء الغوص تحت الماء، حيث كشفت الدراسة، التي استخدمت فيها أجهزة دقيقة للغاية، عن كيفية تعلق الإناث بشعيرات موجودة على ساق الذكور وتمسك مصاصات صغيرة موجودة على هذه الشعيرات بأجسام الإناث، وفضلاً عن تسليط الضوء على تطور هذا الكائنات على نطاق صغير للغاية، فإن فهم هذا يمكن أن يكون مصدر إلهام لتصميم أجهزة للتعلق والربط تحت الماء في مجال الهندسة.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية الجمعية الملكية "انترفيس"، وأجرى فريق الدراسة، بقيادة الدكتور كاي يونغ تشي من جامعة تشونغ شينغ الوطنية في تايوان، قياسًا لقوة إمساك "أجهزة الارتباط" الموجودة على شعيرات الساق لنوعين من الخنافس تحت الماء.
وكشفت الصور المجهريَّة أنّ أحد الأنواع التي شملتها الدراسة، حشرة أكثر بدائية، لديها جهاز تعلق يشبه الملعقة، أما النوع الثاني فلديه مصاصات دائرية متطورة في نهاية كل شعيرة على الساق، وهو ما يبدو وكأنه غطاسات مجهريَّة.
وفي حين تعمل هذه الغطاسات الصغيرة على الارتباط بصورة أقوى بأجسام الإناث، فإن الشعيرات الأكثر بدائية لديها بعض الأجزاء المائية اللزجة غير الظاهرة، إذ تبين أن القنوات الصغيرة بين شعر الخنفساء الأكثر بدائية تنتج مادة غروية.
وتشكل هذه الشعيرات التصاقًا أضعف ويمكنها التحرك على جسد الأنثى بحرية أكبر، مما يعني أن ذكر الخنفساء يكون قادرًا على "مقاومة حركات السباحة غير المنتظمة التي تقوم بها الأنثى"، والتي قد تستخدمها لطرد أي ذكر غير مرغوب فيه.
وخلُص الباحثون إلى أن تجاربهم الميكانيكية تبين أنّ الشعيرات "الدائرية التي تطورت في وقت لاحق على شكل كوب امتصاص" تعطي ذكر الخنفساء ميزة التزاوج.
ويمكن لهذه النظرة الثاقبة على الجماع المائي أنّ تكون مصدر إلهام لاختراع جهاز يعمل كخطاف تحت الماء.