القاهرة – عمرو والي   قال خبراء مياه مصريون إن قرار إثيوبيا الثلاثاء بتحويل مجرى نهر النيل الأزرق لبناء سد النهضة بالكامل، يعكس حالة من العناد الإثيوبى تجاه الملف المائي المصري، مشيرين إلى أن هناك رغبة في السيطرة على المقدرات المائية المصرية. وأضاف خبير المياه الدولي الدكتور مغاوري شحاته دياب، في تصريحاته لـ"العرب اليوم" أن قرار إثيوبيا لم يكن مفاجئاً على الإطلاق، مشيراً إلى أن قرارات إثيوبيا كلها بشكل عام تجاه أزمة مياة نهر النيل هي قرارات متوقعة سلبياً وضد مصلحة مصر.
وأكد أن عنصر المفاجأة يكمن في إعلانها سابقاً أنها ستبدأ في تحويل مجرى النهر لإنشاء جسم السد ذاته في أيلول/سبتمبر المقبل أي بعد تقديم اللجنة الثلاثية لتقريرها عن السلبيات والإيجابيات بخصوص تدشين السد .
وتابع قائلاً "الغريب هو موقفها الآن وبخاصة بعد زيارة الرئيس المصري محمد مرسي, ودون انتظار لنتائج هذا التقرير, فهذا يدل على نوع من عدم الالتزام أو اللياقة ويوضح نوايا إثيوبيا السيئة مائياً تجاه مصر".
وشدد شحاته على أن مصر ستكون هي الدولة الأكثر ضرراً من إنشاء هذا السد , موضحاً أن هناك إصراراً غريباً للسيطرة على المقدرات المائية المصرية استراتيجياً, وليس هناك أفضل من سلاح المياه وبخاصة مع دول تعتمد على ما يقرب من 95 في المائة من حاجتها على نهر النيل وإرضاء الطموح الإثيوبي بأن تكون أديس أبابا هي صاحبة اليد العليا والتحكم في المياه الواصلة إلى مصر تحديدًا، وهو حلم إثيوبي قديم, وهذا يعني وجود كارثة مائية متوقعة وممتدة على مصر في المستقبل.
وقال الخبير المائي إن إنشاء السد لم يراع الاعتبارات الجيولوجية المناخية  والزلازلية في هذه المنطقة، مشيراً إلى أن معدل الأمان بها صفر وبخاصة بعد إعلانها مضاعفة الكميات المخزنة إلى 7 أمثال المسموح به وهو ما يهدد هذه المنطقة بالكامل.
وقال وزير الري الأسبق الدكتور حسين العطفي، في تصريحاته إلى "العرب اليوم" إن نجاح إثيوبيا في تنفيذ سد النهصة سيشجعها على بناء بقية السدود مشيراً إلى أن الموقف الإثيوبي متناقض وبخاصة بعدما قام الرئيس مرسي بإنهاء زيارته الأحد الماضي.
وأضاف "بناء هذا السد يعد اعتداء على الحقوق المائية المصرية لدول المصب مثل مصر والسودان، مشيراً إلى أن هناك مخاطر كبرى تهدد الأعمال الإنشائية للمشروع" واصفاً إياه بالعناد الإثيوبى تجاه مصر.
وطالب العطفي بضرورة التحرك المصري لاتخاذ موقف واحد يحافظ على حقوق مصر القومية والمائية لأنه يهدد حصة مصر من مياه النيل.
يشار إلى أن السفير المصري في إثيوبيا محمد إدريس، أكد عبر تصريحات تليفزيونية الثلاثاء أن تحويل مجرى "النيل الأزرق"، أحد روافد نهر النيل، استعداداً لبناء سد النهضة، تم الإعلان عنها من قبل القمة الأفريقية الأخيرة وزيارة مرسي إلى إثيوبيا, مشيراً إلى أن هناك مشاورات واتصالات دائمة مع الجانب الإثيوبي خلال الفترة المقبلة.