عندما يدخل الكيد السياسي الحياة الإجتماعية، يُقطّع أوصال المنطق ويتفكك هيكل الوطن، وهذا ما يحصل في البقاع الغربي، وكأن البقاعي لا يكفيه ما يعانيه من تقنين وانقطاع للمازوت، حتى أدخل الكيد السياسي قرى بكاملها في “الظلمة الدامسة”، ومعه بدأت عملية التوقف السريري لمستشفيات البقاع تلوح وتهدد حياة المرضى من عدم قدرتها على تشغيل مولداتها الخاصة، في ظل الإنقطاع التام لكهرباء الدولة في الغربي عن قرى جب جنين والقرعون وكامد اللوز وغزة وحوش الحريمة، ووصول ساعات التغذية بالتيار الكهربائي الى صفر ساعة في الـ24 ساعة، وعن قرى البقاع الأوسط والتي لا تدخل في نطاق عمل شركة كهرباء زحلة، (مجدل عنجر والصويري وقب الياس وشتورا وجديتا والمريجات وبوارج)، والتي وصلت فيها ساعات القطع الى 22 ساعة قطع في اليوم. في المقابل تعيش المنطقة مرحلة جفاف قاسٍ لمادة المازوت وفق التسعيرة الرسمية ما يساهم في إطفاء محركات الحياة، بعدما وصل سعر الصفيحة في السوق السوداء الى مئة ألف ليرة.

وأمام هذه المعضلة يسأل أصحاب المستشفيات في البقاع وزير الصحة حمد حسن عن حصصهم من المحروقات وفق السعر المدعوم ليتسنى لهم الإستمرار في هذا الوضع المزري، في ظل الإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، وبحسب أحد الإداريين في مستشفى حامد في جب جنين أن “الاستمرار رهن تأمين الكهرباء، والمستشفيات من دون كهرباء تصبح مقبرة، ولا حاجة لإبقائها مفتوحة”، وتابع شارحاً كلما ارتفع سعر صرف الدولار كلما ارتفعت الكلفة في المستشفيات وتراكمت الخسائر، باعتباره أن جميع المعدات والآلات واعطالها تحتسب وفق تسعيرة الدولار الحر. وقال: “تخضع المنطقة لأقسى تقنين، لا يعقل أن تصل ساعات التغذية بالتيار الكهربائي في نطاق جب جنين الى ساعة واحدة في اليوم، وأن تشغل المستشفيات الـ23 ساعة عبر المولد بوقت أمسى الحصول على تنكة مازوت من المستحيلات، وبكلفة تصل الى أربعة براميل في اليوم، بما قيمته أربعة ملايين ليرة.

وأضاف: “هناك أقسام يتم اقفالها لتخفيف استهلاك الطاقة وهذا يؤثر مباشرة على صحة المواطنين وحاجتهم للطاقة في المستشفيات، وناشد وزير الصحة حمد حسن لأن يسارع الى ايجاد آلية واضحة لتأمين المازوت وارغام الشركات على تسليم المستشفيات وفق التسعيرة الرسمية.

بدوره رئيس مجلس ادارة مستشفى تعنايل العام محمد ياسين، يؤكد لـ”نداء الوطن” أن الكلفة كبيرة أمام التقنين المستمر لتيار الدولة، وبعملية حسابية يفند أن المستشفى يحتاج الى ثلاثة براميل مازوت يومياً، وهذا يضعنا أمام كلفة كبيرة بعدما وصل سعر التنكة 20 ليتراً الى مئة الف ليرة في السوق السوداء، وهذا ما يهدد الاستمرارية، وأوضح أن جميع اتصالاته بشركات النفط لم تصل الى نتيجة، “لم نجد اي تجاوب من قبلهم، ولم نأخذ ليتر مازوت واحداً مدعوماً منذ نحو ثمانية أشهر”. وأردف متأففاً من الأكلاف الإضافية: “حتى المستلزمات الطبية كافة، بما فيها الأوكسجين أصبحت وفق السوق السوداء، وحسب تسعيرة الدولار، في وقت ما زالت تسعيرة وزارة الصحة على سعر 7500 ليرة لكل دولار.

عدا عن ان المستحقات لدى الجهات الضامنة وتحديداً وزارة الصحة تدفع بموجب شيكات مقسطة. وهذا ما يضع القطاع الاستشفائي والصحي وسط دوامة الخسائر الفادحة.

قد يهمك ايضا:

"الطاقة الروسية" تعرب عن استعدادها لتوقيع اتفاقيات مهمة مع السعودية

"سيمنز" الألمانية تقرّر العودة إلى ملف الكهرباء في لبنان