القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد قدَّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى رئيس "الوكالة اليهودية" صاحبة النفوذ والتأثير، طلبًا يسأله فيه " إعادة النظر" في الطقوس التي تؤدى أمام حائط  المبكى، خاصة ما يتعلق منها بالنساء، وذلك على خلفية قيام الشرطة الإسرائيلية باعتقال مجموعة سيدات ينتمين إلى جماعة ليبرالية يهودية، بعد اقترابهن من حائط المبكي، وهن مرتديات شال الصلاة "الطاليت"، وهو ما تحرمه الشريعة اليهودية.
ويأتي هذا في إطار استعداد نتنياهو إلى خوض الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، فيما يرفض اللوبي الديني اليهودي القوي في إسرائيل أي تغيير في الوضع القائم.
وقال كبير مستشاريه، رون ديرمير في تصريح أدلى به إلى صحيفة "نيويورك تايمز الأميركية"، إن "نتنياهو يرى أن حائط المبكي يجب أن يكون مكانًا للتعبير عن وحدة الشعب اليهودي داخل وخارج دولة إسرائيل، كما أنه يرغب في الحفاظ على وحدة يهود الشتات في العالم، لأن ذلك يمثل عنصرًا هامًا وأساسيًا في قوة الدولة العبرية".
بدوره، قال رئيس "الوكالة اليهودية" ناتان شارانسكي، الذي يسعى إلى توثيق الروابط بين إسرائيل ويهود الشتات، إنه "تلقى طلبًا بوضع عدد من المقترحات في غضون بضعة أشهر"، مشيرًا إلى أنه "يتخيل وضعًا غاية في السهولة واليسر، حيث يمكن لكل فرد أن يحصل على فرصته في التعبير عن التضامن مع الشريعة اليهودية والشعب اليهودي ودولة إسرائيل على النحو الذي يرغبه الرجل أو المرأة، دون مساس طرف ضد آخر أو إضعاف مكانته".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب قيام الشرطة الإسرائيلية باعتقال مجموعة من النساء في جماعة ليبرالية يهودية، بعد اقترابهن من حائط المبكي، وهن يرتدين شال الصلاة (الطاليت) وهو ما تحرمه الشريعة اليهودية.
وتدرك الحكومة الإسرائيلية أهمية حاجتها إلى الدعم من مؤيديها في الخارج، خاصة في أعقاب حربها الأخيرة على قطاع غزة، وفي ضوء الدعم الواسع الذي حظيت به السلطة الفلسطينية في اعتراف الأمم المتحدة بها كدولة بصفة مراقب.
ومن بين الأشياء التي تستوقف النظر عند الحائط الغربي في القدس، المعروف بحائط المبكي عند اليهود، مسألة الفاصل أو الستارة التي تفصل بين الجنسين أثناء الصلاة. وتقضي التقاليد الدينية اليهودية ليس فقط بإرغام النساء على الصلاة في مكان أصغر من ذلك الذي يصلي فيه الرجال أمام الحائط ، على الرغم من الازدحام الذي يشهده، وإنما أيضًا منعهن من ارتداء شال الصلاة أو حمل التوراة والمشاركة في صلاة الجماعة.
واليوم وبعد عشرات السنين من الاحتجاجات النسائية على هذا الفصل، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رغبته في دراسة عدد من الأساليب التي من شأنها أن تخفف حدة التوتر بشأن هذه القضية.