كابول ـ أعظم خان وضعت ،  "22 عامًا، قدميها على أول طريق التعافي من الإصابات البالغة التي ألحقها بها زوجها بعد أن حاولت الهروب من الزواج القسري الذي فرضته عليها أسرتها. وكانت عائشة قد تمكنت من الهرب من البلاد التي تلتهمها الحروب منذ ستة أشهر وهي تعاني من إصابات بالغة في منطقتي الوجه والرأس، جراء ما تعرضت له من تعذيب، وهي الآن في الولايات المتحدة منذ ستة أشهر، وخضعت خلال هذه الفترة إلى جراحات استهدفت إصلاح العيوب الجسيمة التي لحقت بوجهها قبل الهروب إلى الولايات المتحدة، لُتجرى لها عدة عمليات جددت لديها الأمل في أن تستعيد ما فقدته من مظهرها الآدمي.



وتمثلت أخطر الإصابات الناتجة عن تعذيب الزوج لعائشة في كتلة من اللحم المنتفخ ذات لون داكن تتدلى من جبهتها، إضافة إلى  إصابة بالغة في المكان الذي يُفترض أن توجد به الأنف، قبل أن يقطع الزوج جزءًا منها. وللمرة الأولى، وفقًا لعائشة، لا تشعر المرأة الأفغانية ضحية الجهل والتخلف أثناء النظر إلى نفسها في المرآة، إذ  وصل علاجها إلى منتصف الطريق تقريبًا بعد الإجراءات العلاجية الجراحية التي خضعت لها في مستشفى بيثيسدا في ميريلاند.



وقالت عائشة في تصريحاتها التي أدلت بها للـ "سي إن إن" إنها "لم تعد تخشى النظر إلى نفسها في المرآة، إذ أن كل إنسان لديه مشكلات لابد وأن يتغلب عليها". وأضافت أنها "كانت تشعر بالرعب من حالتها، وتخشى النظر إلى انعكاسها في المرآة، إضافة إلى حالة الهلع التي كانت تعيشها حيال مستقبلها، إذ لم تكن قد كونت أي تصور عما يمكن أن تواجهه وكيف يمكن أن تعيش بهذا الوجه المشوه".
وتضمنت الجراحات التي تعرضت لها عائشة عملية نفخ الجبهة تدريجيًا من خلال حقنها بالسيليكون حتى يتمدد الجلد، مما يسمح بوجود المزيد من الأنسجة التي تستخدم في زراعة الجزء المفقود من الأنف. كما كانت هناك عملية للاستعانة بأنسجة من جلد الذراع، إذ استعان الأطباء بطبقات منه لتغطية الأجزاء المتهتكة من بشرة الوجه.



وكانت القصة البشعة لعائشة قد نُشرت للمرة الأولى في مجلة "تايم" التي نشرت صورة لها وهي من دون أنف روعت الجميع حول العالم، واعتبرها غالبية القراء رمزًا للقهر الذي تعانيه المرأة في أفغانستان. وبدأت القصة عندما أجبرت أسرة عائشة الابنة الصغيرة، التي لم تذهب يومًا إلى المدرسة ولم تحتفل بعيد ميلادها ولو لمرة واحدة فقط في حياتها، على الزواج بأحد مقاتلي طالبان الذي قام بتعذيبها عندما قبض عليها محبطًا المحاولة التي أقدمت عليها للهرب خارج منزله.



وبعد إجراء عدد من الجراحات في الوجه تمهيدًا لإجراء عملية تجميل نهائية، لتعود عائشة إلى شكلها الطبيعي قبل التعرض للتعذيب، إلا أن عملية التجميل التي من المقرر أن تخضع لها قد تأجلت، إذ رأى الأطباء أن "حالتها النفسية لا تسمح بإجراء تلك الجراحة".