نيويورك ـ سناء المرّ قام فريق بحثي في جامعة روتشستر في نيويورك بدراسة على 13300 رجلاً وامرأة بالغين، و أثبتت أن الفروق الواسعة التي أشارت المعتقدات السائدة إلى وجودها بين الرجل والمرأة لا وجود لها على الإطلاق، بينما كان يشير المعتقد السائد إلى أن هناك فروقًا كثيرة بين الرجل والمرأة، وهو ما يعرض نظرية أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة لخطر الاندثار، و اعتمدت الدراسة الحديثة على دراسة 122 قضية من القضايا التي تكرس لفكرة الفروق الكبيرة من الرجل والمرأة بدءً من الاتجاهات والمعتقدات ووصولاً إلى العواطف والانفعالات، وهي القضايا التي تضمنت أيضًا دراسة الفروق بين الرجل والمرأة في مستوى الرياضيات وما يفضل كل جنس مشاهدته على شاشة التلفزيون.
فعندما يتعلق الأمر بالسمات الشخصية، يصعب التعرف على فروق بين الرجل والمرأة، وحتى تلك الخصال التي يرى البعض أنها ذكورية وغيرها مما يعتقد البعض أنها خصال أو سمات أثنوية لا وجود لها ولا فرق فيها بين رجل وامرأة، فالمرأة يمكنها أن تكون عدوانية كالرجل أو أكثر والرجل يمكنه أن يكون عاطفيًا مثل المرأة أو أكثر، كما لا يرتبط كون الإنسان طموحًا بالرجولة أو الأنوثة.
أما فيما يخص الاستقلالية والتوجهات التي تحكمها، فلدى المرأة نفس التوجهات تمامًا مثل الرجل ويبحثن أيضًا عن شركاء في الحياة لهم نفس الاتجاهات، وبالنسبة للفروق الجنسية بين المرأة والرجل فلا وجود لها إلا فسيولوجيًا حيث يمكن أن تتمتع المرأة بنفس العناد الذي يتمتع به الرجل بينما يمكن أن يفتقر الرجل إلى الحساسية التي تتمتع بها النساء كما هو الحال لدى المرأة.
هذا وأكدت الدراسة أن الرجال والنساء لا ينتمون إلى مجموعتين مختلفتين من البشر، بل ينتمي الجنسان إلى نفس النوع وهم في نهاية الأمر بشر لا فرق بينهم وعليه فالرجال من كوكب الأرض والنساء من نفس الكوكب. وبينما الأمر كذلك، يركز المجتمع على الفرق بين الرجل والمرأة إلى الدرجة التي يكون فيها السؤال الأول الذي يسأله الجميع عند ميلاد الطفل "هل هو ولد أم بنت؟"، وهو ما لا ينبغي أن يحدث في إطار المجتمع حيث لا فرق بينهما ولا يمثل الرجال فئة من البشر تمثل النساء فئة مختلفة عنها بل الجميع فئة واحدة.
ورغم وجود 122 من دوائر الاختلاف بين الرجل والمرأة تطرقت إليها الدراسة، إلا أن الباحثون أكدوا على أن هذا العدد قليل جدًا مقارنةً بالعدد الهائل من الفروق التي يفرضها المجتمع من خلال المعتقدات السائدة فيه بين الرجل والمرأة وأنه لابد من مقاومة ذلك.