لندن ـ ماريا طبراني يسترجع البريطانيون ذكرياتهم مع الملكة إليزابيث الثانية، وخطبتها الأولى التي ألقتها في العام 1952، وتم بثها صوتيًا فقط على شاشات التلفزيون، مع حلول عيد الميلاد، فيما تعكس الخُطب التي تحرص على إلقائها منذ 7 عقود رؤيتها للأحداث العالمية والاضطرابات الداخلية والخارجية.وفي خطبتها الأخيرة أشادت الملكة بنجاح الرياضيين الأولمبيين والبارالمبية في لندن، وانعكس ذلك على الاحتفالات باليوبيل الماسي الخاص بها، وقد تم تصوير الخطبة لأول مرة بتقنية "3D"، ما أظهر تناقضًا كبيرًا مع رسالة عيد الميلاد لعام 1952.
وبينما ألقت الملكة خطبتها من المكتبة الطويلة" Long Library"  في منزل وساندرينجهام " Sandringham House "، أشارت إلى كيف أن الذكرى الـ25 لأول رسالة في عيد الميلاد المجيد يتم إذاعتها على الراديو، وسلطت الضوء على التقدم التكنولوجي الذي سمح لرسالتها أن يراها الناس في منازلهم. وعلى الرغم من تأكيدها أن الأمور تتغير، تحدثت عن أهمية التمسك بالمثل العليا والقيم مثل الدين وضبط النفس والصدق.
وخلال العقد السادس من القرن الماضي، أنجبت الملكة الأمير أندرو والأمير إدوارد، بينما كانت تلك الفترة تشهد اضطرابات اجتماعية ضخمة، عكستها الملكة في رسالة لها عام 1966، فيما استخدمت الإذاعة للحديث عن الدور المتزايد والبارز الذي تقوم به المرأة في المجتمع. وفي هذا العام وقعت أيضًا كارثة "Aberfan"، التي قُتِل فيها 144 شخصًا بعد انهيار منجم للفحم في قرية ويلز.
ولم تلق الملكة أي خطاب في عيد الميلاد في العام 1969، لأنها رأت أن تنصيب الأمير تشارلز، وظهور فيلم وثائقي عن العائلة المالكة على شاشات التلفزيون كافي، وفي العقد السابع انعكست العديد من رسائل الملكة في يوم الكريسماس على استمرار الاضطرابات في أيرلندا الشمالية، ففي آب / أغسطس احتفلت الملكة بزفاف ابنتها الأميرة آن، إلى الكابتن مارك فيليبس، وفي العام 1977، احتفلت الملكة في خطبتها لمناسبة اليوبيل الفضي، واستخدمت رسالتها في التعبير عن الأمل في المصالحة في أيرلندا الشمالية. وفي آب/أغسطس من نفس العام، قامت بزيارة أيرلندا الشمالية للمرة الأولى منذ 11
عامًا وحاولت دفع عملية السلام هناك.
وفي العقد الثامن، جذبت أول رسالة للملكة في يوم الكريسماس 28 مليون مشاهد في بريطانيا. وانعكست احتفالات الملكة على عيد الميلاد الـ80 للملكة الأم، واستخدمت رسائلها لمعالجة الموضوعات والقضايا الخدمية بجميع أشكالها.
وشهدت رسالة الملكة في العام 1982 الذكرى الـ30 لأول رسالة في عيد الميلاد، وألقت هذه الرسالة من مكتب "قلعة وندسور" للمرة الأولى، وفي هذا العام كانت القوات البريطانية تقاتل في حرب الفوكلاند، ولذلك كان موضوع رسالة الملكة عن "البحر". وشهد هذا العام أيضًا ولادة الأمير ويليام، بينما ولد الامير هاري في العام 1984·
وفي العام 1990، قامت ملكة بريطانيا بالثناء على دور القوات المسلحة البريطانية والقوات التي أعدت واشتركت في عملية عاصفة الصحراء في حرب الخليج الأولى. وبعد ذلك بعام، أبرزت رسالتها التغييرات الضخمة التي تحدث في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، وخاصة الاتحاد السوفيتي، الذي تم حله إلى 15 ولاية في يوم عيد الميلاد.
وفي كلمتها في عام 1995، ذكَّرت الملكة البريطانيين بالذكرى الـ50 ليوم الانتصار في أوروبا والمعروف بـ " VE Day "، ويوم الانتصار على اليابان والمعروف بـ " VJ Day، وأشادت بالجنود الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية. وبعد ذلك بعامين، افتتحت رسالة الملكة  بالتذكير بفقدان الأشخاص عندما توفيت الأميرة ديانا قبل بضعة أشهر من عيد الميلاد، لكنها تحدثت أيضًا عن سعادتها وحياتها الزوجية.
وفي العام 1999، تحدثت الملكة عن تطلعها إلى الألفية الجديدة، وفي 2000، ذكَّرت الملكة بأهمية دور الإيمان في المجتمعات المحلية، وفي العام التالي، قدَّمت إشارة إلى أمراض القدم والفم، التي شلت المجال الزراعي في المجتمع البريطاني، كما ذكرت هجمات 11أيلول/ سبتمبر الإرهابية.
وجاءت رسالتها رقم 50 في عيد الميلاد في العام 2002 مشوبة بحزن شديد لوفاة الملكة الأم والأميرة مارغريت، ولكنها تذكرت أيضا مشاهد الفرحة عندما احتفلت الأمة باليوبيل الذهبي الخاص بها.
وفي العام 2005، أثارت الملكة الانتباه إلى الكثير من المآسي مثل كارثة "تسونامي" التي وقعت في جنوب شرق آسيا، وأودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص في 14 بلدًا، والزلزال المدمر في كشمير وتفجيرات السابع من تموز/ أيلول في لندن، فيما أشار النقاد إلى إغفالها ذكر حفل زفاف الأمير تشارلز من كاميلا باركر بولز، في بعض في وسائل الإعلام واصفين اياه بأنه "سقطة". وبعد عام جاء أول خطاب لها بتقنية "بودكاست".
وفي العام 2008، تناولت مخاوف شعبها بشأن الأزمة الاقتصادية العالمية، ودعت الأمة إلى العمل من أجل مستقبل أفضل ورفض الهزيمة، وفي 2010 كانت رسالة عيد الميلاد مصورة للمرة الأولى في قصر هامبتون كورت. وتحدثت عن القوة الناتجة من توحيد الرياضة لبناء المجتمعات، وظهرت لقطات للأمير وليام والامير هاري وهما يلعبان كرة القدم مع الأيتام في ليسوتو.
وفي رسالتها هذا العام 2012، أشادت الملكة بنجاح الرياضيين الأولمبيين والبارالمبية في لندن، وانعكس ذلك على الاحتفالات باليوبيل الماسي الخاص بها، وقد تم تصوير الخطبة لأول مرة بتقنية "3D"، وهو ما أظهر التناقض الكبير مع رسالة عيد الميلاد للعام 1952.