لندن - سليم كرم قامت متظاهرة أوكرانية عارية الصدر باعتراض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكانت تحمل على ظهرها في تلك اللحظة عبارات فاحشة تسب بوتين لكن اللافت للنظر في ذلك المشهد هو رد فعل بوتين الذي أبدى إعجابه بتلك العبارات. وعلقت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية على رد فعل بوتين بقولها إنه أخيرًا وجد ما قد يعجبه في الاحتجاجات المناوئة لحكومته.
وكان بوتين في صحبة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في المعرض التجاري في هانوفر عندما اندفعت المرأة نحو بوتين الذي كانت تبدو على وجهه نظرات الاستمتاع، ولكن معاونيه منعوها من الوصول إليه.
وكان في صحبة هذه المرأة الناشطة امرأتان أخريان عاريتا الصدر وكانتا ترددان عبارات تصف بوتين بـ "الديكتاتور".
وعلى ما يبدو فإن هذه المجموعة من النساء من أعضاء حركة "فيمين" النسائية المتطرفة، التي تشن حملة احتجاجات ونساؤها عاريات الصدور ضد المؤسسات الدينية والصناعات المرتبطة بالجنس.
وقال بوتين في المؤتمر الصحافي الذي أعقب ذلك إن الاحتجاج نال إعجابه، وقال أيضًا إنه "من حيث المبدأ كنا نعرف أن مثل هذه الاحتجاجات كان يُعَد لها".
وأضاف قائلاً "إنه ينبغي على منظمي معرض هانوفر أن يتوجهوا بالشكر إلى البنات الأوكرانيات، لأنهن ساهمن في الترويج لهذا المعرض التجاري.
وقال أيضًا إنه لم يسمع في واقع الأمر هتافاتهن لأن الحرس الأمني كان قاسيًا للغاية، فقد انقض هؤلاء بأجسامهم الضخمة على تلك الفتيات الجميلات.
واستنكر هذا الأسلوب في التعامل من جانب الحرس الأمني، وقال إنه كان في الإمكان التعامل معهن بطريقة أكثر رقة.
واستعرض بوتين أسلوبه الساخر اللاذع المعروف عنه عندما قال إنه لم يتحقق مما إذا كانت الفتيات شقراوات أم سمراوات أم من ذوات الشعر الكستنائي.
وأشار إلى أن "احتجاجات ناشطات حركة "فيمين" النسائية ليست بالجديدة"، وأنه اعتاد مثل هذه التظاهرات، وأنه لا يرى فيها ما يثير الرعب.
ولكنه قال "إنه في حالة رغبة أي فرد في مناقشة مسائل سياسية فإنه من الأفضل أن يرتدي ملابسه لا أن يتجرد منها".
وأضاف أن التجرد من الملابس له أماكن أخرى مثل شواطئ العراة.
وقالت حركة "فيمين" النسائية على "فيسبوك": إن ذلك كان احتجاجًا "ضد هجمات بوتين الديكتاتورية".
واعتادت هذه الجماعة أن تنتقد الكرملين وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي والكنيسة الأورثوذكسية الروسية.
وقالت أيضًا: إن حركة "فيمين" تعارض الديكتاتورية والسلطة الدينية والخوف من الشذوذ الجنسي.
وشملت احتجاجات حركة "فيمين" النسائية القيام بحرق أعلام السلفيين أمام المسجد الكبير في باريس، وتحطيم صليب أورثوذكسي بواسطة منشار آلي.
وتحمل الحركة على الرئيس الروسي بسبب قيامه باعتقال وإدانة فرقة "بوسي رايوت"، بسبب قيامها بإعداد أغنية معادية لبوتين في كاتدرائية في موسكو خلال العام الماضي، وكانت روسيا حثت السلطات الألمانية على معاقبة المتظاهرين.
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف هذا التظاهرات بأنها همجية، وأنها للأسف تحدث في العالم أجمع، وفي أي مدينة، وأن الأمر يتطلب معاقبة هؤلاء.
يذكر أن معرض هانوفر الذي افتتح، الأحد الماضي، يضم عارضين من أكثر من 60 دولة.
وتشهد العلاقات الروسية الألمانية قدرًا من التوتر بسبب النهج الروسي المتشدد في التعامل مع جماعات المعارضة والمنظمات غير الحكومية، ومن بينهم اثنان من الألمان العاملين في تلك المنظمات في كل من موسكو وسانت بطرسبرغ.
وطالبت ميركل بضرورة قيام موسكو بمنح المنظمات غير الحكومية فرصة طيبة للعمل في روسيا.
وينتظر أن يواجه بوتين تظاهرات نشطاء المثليين في هولندا، التي يتوجه إليها مساء، الإثنين، احتجاجًا على تشريع روسي جديد يحظر الدعاية للشذوذ الجنسي في أوساط الصغار.