لندن ـ ماريا طبراني اجتمعت النجمة السينمائية العالمية بهدف البحث في كيفية دفع بريطانيا نحو زيادة إنفاقها على مكافحة العنف الجنسي ضد المرأة وغيره من أشكال الممارسات الضارة بالمرأة في مناطق الحروب، بواقع 10 ملايين جنيه إسترليني. حضرت أنجلينا جولي ووليام هيغ اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني لإعلان تعهد بريطانيا إنفاق هذا المبلغ الإضافي وسط وزراء خارجية دول المجموعة.
تشغل النجمة السينمائية المشهورة منصب مبعوث مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي تشرف على البرامج الخاصة بخطة حماية المرأة من العنف الجنسي والاغتصاب، وهو ما اجتمعت بصدده، الخميس، مع وزير خارجية بريطانيا، الذي قال "إنه آن الأون لوضع نهاية للتعامل مع قضية العنف الجنسي ضد المرأة والاغتصاب كقضايا ثانوية، والبدء في وضع تلك القضايا في مركز اهتمام عمليات تسوية الصراعات بين الدول".
وأسهمت الـ 10 ملايين جنيه إسترليني الإضافية، التي تسددها بريطانيا لتوفير الحماية للنساء في مناطق النزاعات المسلحة من العنف الجنسي والاعتداءات الجنسية، في رفع قيمة إجمالي المبلغ المقدم من مجموعة دول الثماني للغرض نفسه إلى 23 مليون جنيه إسترليني، ومن المقرر أن يأتي نصف المبلغ الإجمالي (5 مليون إسترليني) من وزارة الخارجية البريطانية بينما يتبرع بالنصف الثاني وزارة التنمية الدولية.
أثناء الكلمة التي ألقتها أنجلينا في المؤتمر الصحافي المنعقد في لانكستر هاوس على هامش اجتماع رؤساء وزراء دول مجموعة الثماي، رحبت النجمة الحقوقية بتعهد دول المجموعة.
وأضافت أيضًا أنها سمعت روايات على لسان بعض الناجيات من ممارسات عنف جنسي واغتصاب، وهي الروايات التي أكدن فيها أنهم لا يمثلون أي أهمية بالنسبة إلى العالم من حولهن، وأنها لا تستطيع لومهن لما تضمنته شهاداتهن، حيث يمثلن الضحايا المنسيين للحروب الذين لم تكن على عاتقهم أدنى مسؤولية عما حدث في إطار تلك الصراعات والنزاعات والحروب، ومع ذلك، تحملن القدر الأكبر من الألم.
وتضمنت كلمة أنجلينا أيضًا أن الخميس يشهد المرة الأولى التي يسمع فيها العالم صوت ضحايا العنف الجنسي والاغتصاب من النساء في مناطق النزاعات المسلحة، وأنهن أخيرًا أصبح لديهن بارقة أمل.
في الوقت نفسه جاءت الكلمة التي ألقاها هيغ في إطار هذا المؤتمر الصحافي الخاص بمبادرة دول مجموعة الثماني لدعم النساء ضحايا العنف الجنسي والاغتصاب تعبيرًا عن الشكر والعرفان تجاه موقف دول مجموعة الثماني، حيث أشار إلى أنها مبادرة تستدعي الانحناء احترامًا لتلك الدول بعد إعلان هذا الدعم بذلك المبلغ الضخم، والذي يعتبر علامة مميزة في مجال حقوق الإنسان، وخطوة على أول الطريق لتوفير الحماية لتلك الفئة من النساء.
كما صرح وليام هيغ بأن جزءًا من المبلغ المعلن عنه سوف يُنفق على تدريب القوات المسلحة على التصدي لظاهرة العنف الجنسي والاعتداءات والاغتصاب، وغيرها من الممارسات الوحشية التي تشهدها مناطق الصراعات ضد النساء، حيث إن أفراد القوات المسلحة هم أول من يصلون إلى ضحايا العنف الجسمي على جبهات الحروب.
كما يمكن أن يلعب رجال القوات المسلحة دورًا مهمًا في تغيير توجهات الرجال نحو النساء، وتصحيح ما لديهم من مغالطات فكرية ونماذج تفكير عقيمة تدفعهم إلى ارتكاب تلك الجرائم ضد المرأة.
وصرح هيغ أيضًا بأنه "الآن وُضعت قضية الاغتصاب والعنف الجنسي على الأجندة العالمية كأحد أهم القضايا بعد أن كانت من القضايا الثانوية التي لا يلتفت إليها أحد، وبعد أن تحقق ذلك، لا يمكن السماح بإسقاط تلك القضية من حسابات المجتمع الدولي أو تهميشها مرةً ثانية، بل يقتضي الواجب استهداف القضاء عليها كليةً".
واستشهد هيغ على أن هناك أملاً كبيرًا في القضاء على العنف ضد المرأة بما اعتبره المجتمع في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين حلمًا لا يمكن تحقيقه، وهو تحرير العبيد والقضاء على الرق، إلا أن هذا الحلم تحقق رغم أنوف الجميع.
وأضاف أن اتخاذ إجراء دولي ضد الألغام، القنابل العنقودية والتغير المناخي لم يكن أكثر من حلم يتصور الجميع أنه مستحيل التحقق على أرض الواقع، إلا أنه تحقق بالفعل، ونجح المجتمع الدولي في القيام بذلك بالفعل.
كما أكد على أن العالم تمكن من فرض حظر على التسليح التقليدي والنووي، وهو ما لم يكن أحد يتخيل على الإطلاق أن يحدث من خلال إبرام اتفاق بين غالب دول العالم ينص على محددات صارمة للتسليح.
جدير بالذكر أن اجتماع وزراء خارجية مجموعة دول الثماني قد ناقش الوضع في سورية، وكيفية الخروج من الأزمة الحالية، وسط تأكيد من الحضور على أنه لا يمكن السكوت على القتل بالجملة الذي تشهده الأراضي السورية في الوقت الراهن، خاصةً بعد وصول عدد ضحايا الحرب في سورية إلى ما يزيد على 70 ألف مواطن سوري.
وأكد الاجتماع أيضًا إدانة استخدام الأسلحة الثقيلة في ضرب وقصف الأماكن الآهلة بالسكان.
وعلى هامش الاجتماع، التقى هيغ وغيره من وزراء خارجية دول الثماني مع رموز المعارضة