السيدة كلودين عون روكز

ترأست السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ورئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، الاجتماع التاسع للمجلس في القاهرة، بمشاركة الوزيرة غنية الدالية وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة، الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية في سلطنة عمان، الوزيرة الدكتورة ابتهاج الكمال وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية اليمنية، الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة في جمهورية مصر العربية، السيدة فريال سالم مستشارة في الرئاسة الفلسطينية، وسفراء وممثلين عن كلّ من المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية التونسية، جمهورية العراق، المملكة المغربية والسودان.   وبعد عرض فيلم تسجيلي عن تاريخ منظمة المرأة العربيّة، ألقت السيدة عون روكز كلمة افتتاحية قالت فيها:" يسعدني ويشرفني أن ألتقي بكم اليوم في افتتاح الدورة التاسعة لمنظمة المرأة العربية التي تترأسها الجمهورية اللبنانية التي لي شرف تمثيلها.   من بلادي أود أن أقول لكم أن زخم الطاقة التغييرية التي حملتها اللبنانيات خلال الفترة الأخيرة. هي الطاقة التي تختزنها النساء العربيات في جميع الربوع العربية والتي لها أن تدفع بأوطاننا إلى الأمام للبرهان عن حيوية شعوبنا. نعم مجتمعاتنا تتطور ونساء وفتيات بلادنا يحملنَّ رايات النهوض وهنَّ في طور تحقيق الآمال التي تتطلع إليها منظمتنا".   وتابعت: "فقد أظهرت التطورات التي جرت في الفترة الأخيرة في عدد من بلداننا الدور الإيجابي والرئيسي الذي للنساء أن يقمنّ به بهدف تحقيق التحولات الاجتماعية. وهذه التحولات هي التي من شأنها أن تعمل سلمياً على نقل مجتمعاتنا من حالة الركود الاقتصادي والسياسي والثقافي إلى حالة من الحيوية الخلاّقة النابضة باندفاعة الشباب والشابات. كذلك من شأن هذه التحولات أن تضيّق المسافات التي لا زالت في العديد من بلداننا تفصل بين الأولويات الحكومية والمطالب الشعبية.   إن الجهود التي تبذلها النساء لإحقاق حقوقهن في أوطاننا العربية تساهم في نشر الوعي في مجتمعاتنا على ضرورة الالتفات إلى حاجات المجتمع ككل. لذا أود أن أحيي جهودكنّ وجهود كل النساء العربيات اللواتي يقمن، كل واحدة حسب البيئة التي تتواجد فيها وحسب الظرف الذي تعيشه، بمواجهة الصعوبات لتحسين شروط حياتها وحياة الذين يحيطون بها".   وأضافت: "في هذه المناسبة أود الإعراب عن بالغ تقديري لسلطنة عمان ولمعالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية بسلطنة عمان ورئيسة الدورة السابقة للمجلس الأعلى، لحسن إدارتها للمؤتمر السابع للمنظمة الذي استضافته السلطنة في العام الماضي تحت عنوان "التمكين الاقتصادي للمرأة وتعزيز قيم السلام والعدالة والمواطنة. فقد أتاح هذا المؤتمر توضيح الرؤية بالنسبة إلى ارتباط عملية تعزيز الطاقات الاقتصادية التي تتوفر لدى النساء مع مسار ترسيخ الصفات الملازمة للمواطنة لدى النساء كما لدى الرجال.   كذلك أتاح هذا المؤتمر استخلاص الدروس المستفادة من التجارب القائمة في المغرب العربي كما في المشرق في هذا المجال وأظهر كيف تتكامل أوجه التنمية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية كي تغدو تنمية مستدامة.   وهنا لا بد لي من توجيه الشكر إلى منظمة المرأة العربية بكافة أجهزتها ولجانها وبالأخص إلى المديرة العامة الدكتورة فاديا كيوان وإلى الإدارة العامة للعمل الذي يقومون به وللمقاربة الشاملة التي يتناولون بها قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها في عالمنا".   وتابعت: "ولنا اليوم في العام 2019، وعلى أبواب حلول العام 2020، أن ننظر إلى المسار الذي اجتازته نساء بلادنا بعد مرور أربعين عام على إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" وبعد انقضاء خمسة وعشرين عامٍ على اعتماد برنامج عمل بيجين، وبعد عشرين عامٍ من اعتماد القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن من جانب مجلس الأمن، لنا أن ندرك بدقة مدى التقدم الذي أحْرزناه ولنا أن نحدد التحديات التي لا تزال تعيق تحقيق المزيد.   ينبغي علينا أن نعي الصعوبات وأسبابها وان نعالجها كلٌ منا في مجتمعها. ونحن في دولتنا اللبنانية التي تصادف سنة 2020 سنة مئوية تأسيسها، لنا أن نستعيد المنعطفات الكبرى التي اجتزتها مسيرتنا النسائية وأن نستخلص العبر من تجارب رائداتنا الكبيرات ونستمد التفاؤل من تاريخ نضالهن ومن اندفاع شاباتنا.   ونحن كنساء لبنانيات وكنساء عربيات ندرك إننا قادرات ومؤهلات للمشاركة بقوة وبفاعلية ليس فقط في تطوير بلداننا بل أيضاً في المساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية في العالم.   وهذا التطلّع الإنساني والكوني، ليس غريباً عن منظمة المرأة العربية التي أنشأت لتكون مساحة تتفاعل فيها التوجهات النسائية في المجتمعات العربية كافة وكي تكون النساء العربيات مدركات لأهمية دورهنَّ في دفع المجتمعات إلى الأمام وفي إثراء مسار الحركة النسائية العالمية نحو حضارة إنسانية متقدمة وعادلة قائمة على احترام كرامة الإنسان".   وختمت:"أخيراً أود أن أقول أنه بالتشاور وبالتعاون سوف نتمكن من تذليل الصعوبات ومن تحقيق التنمية و إحلال السلام، وذلك بجعل أوطاننا تستفيد من الطاقات والكفاءات التي تختزنها النساء العربيات".   ثم ألقت الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية كلمة قالت فيها:   "إن اجتماع المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية اليوم في دورته التاسعة هو انتصار لنزعة البناء على نزعة التفكيك، انتصار لحلم النساء العربيات بعمل عربي مشترك مخصص لهن، انتصار لمأسسة العمل العربي المشترك في خدمة النساء والفتيات وفاء لليقظة التى حققتها قياداتنا في مطلع الألفية والتى نتج عنها إنشاء منظمتنا، أي حوالي العقد قبل أن تبادر الأمم المتحدة نفسها إلى تأسيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة.   ونحن ندين لرئيسة المجلس الأعلى السيدة كلودين عون روكز لأنها تشبثت بمبدأ عقد الاجتماع العادي هذا في موعده المنتظم وفي القاهرة ، حيث مقر المنظمة ومقر أغلبية المؤسسات العربية المشتركة، بدلأ من نقل الاجتماع إلى العام المقبل حيث سينعقد المؤتمر العام الثامن للمنظمة في لبنان."   وأضافت:" التحديات كبيرة وعلينا مضاعفة الجهود في عدة ميادين في آن واحد . فيصعب علينا أن نحسم لصالح أولية دون أخري. أنبدأ بجهود التهدئة والسلام وتعزيز قدرات النساء في إعادة الإعمار؟   أم نبدأ بتعزيز الأطر التشريعية لحماية المرأة والفتاة، أم نبدأ بالتمكين الاقتصادي للنساء، أم بالتمكين السياسي أم بالسعي إلى تفكيك الصور النمطية السلبية للمرأة في مجالات التربية والثقافة والإعلام …..كل هذه الميادين هي أولويات وقد اخترنا العمل في جميعها في آن واحد".   وختمت:"لكيننجح ، علينا أن نعمل معاً وأن نرص الصفوف وأن نسعى لتجميع طاقاتنا."   بعدها ألقت الوزيرة غنية الدالية رئيسة المجلس التنفيذيكلمة قالت فيها:"يسعدني أن ألتقي اليوم أخواتي العربيات في أرض الكنانة ومهد الحضارات جمهورية مصر العربية الشقيقة، للمشاركة في الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية. وهي المناسبة لالتئام شمل المرأة العربية وتوحيد منظورها تجاه المتغيرات التي تعيشها مجتمعاتنا والتي عرفت الكثير منها منحى عنيفا تولدت عنه ظروفا جد صعبة تدفع ثمنها المرأة في البلدان العربية.   إن هذا الواقع يستدعي المرأة العربية مرة أخرى لتكون في الموعد مع صناعة التاريخ والمساهمة في صياغة مستقبل الأمة العربية، وهو ما يحمّل منظمة المرأة العربية المزيد من المسؤوليات ويضعها أمام المزيد من التحديات".   وأضافت: "إن أمتنا العربية في حاجة اليوم إلى ضم الجهود ورص الصفوف وتبادل الخبرات والممارسات الحسنة في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا شك أن شؤون المرأة تقع في صلب هذه الاهتمامات، والمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية مدعو في دورته القادمة للعب دور إقليمي حساس يتقاطع مع أجندة المرأة والأمن والسلام المبنية على أساس القرار الأممي 1325".   وختمت:" وعلينا التفكير فيما يمكننا أن نجسده معا من أجل مناهضة العنف المسلط على المرأة بكل أشكاله، وحماية النساء العربيات أثناء وبعد النزاعات المسلحة، وتمكينهن من المشاركة في منع نشوب النزاعات وفي حلها."   وبعد كلمات لممثلة جامعة الدول العربية وممثلات الدول أعضاء المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، ناقش الحضور بنود جدول الأعمال وفي ختام الاجتماع، تمّ الإعلان عن نتيجة مسابقة "الإبداع والابتكار الرقمي للفتيات".   وكان قد سبق اجتماع المجلس الأعلى، الاجتماع السابع عشر للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية الذي أقيم على مدى يومين، حيث مثّلت لبنان في هذه الاجتماع عضو المجلس التنفيذي للمنظمة نائب رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة.   تخلل الاجتماع مناقشة تطور أوضاع المرأة العربية في الدول الأعضاء، إضافة إلى استعراض تقرير الإدارة العامة عن الأنشطة التي نفذتها عام 2019،ومشروع برنامج عمل المنظمة لعام 2020 حول القضاء على جميع أشكال العنف ضدّ النساء والفتيات، دور النساء في الأمن والسلام، التمكين الاقتصادي والتنمية المستدامة مع التركيز على التنمية المحلية والريفية، تعزيز البيئة التشريعية للمرأة، تغيير الثقافة المجتمعية التي تميّز ضدّ النساء والمساواة في التكنولوجيا والتعليم، كما تخلل الاجتماع مناقشة وثيقة توجهات استراتيجية للسنوات 2020-2025، وغيرها

قد يهمك أيضاَ:

أطفال السفاح" كارثة أخلاقية تضرب في تونس بعد 2000 حالة ولادة خارج إطار الزواج

سيدة تخفي عن أهلها إصابته بالعمى لمدة 38 عامًا في بريطانيا