الإسكندرية – أحمد خالد   ظهرت الطالبة في مدرسة أبي بكر الصديق، في إدارة العامرية التعليمية، الطفلة هبه الله علي محمد، عبر فيديو لتشرح فيه ما وقع معها من رفض مديرة المدرسة التقاط صور لها في حفل توزيع الجوائز على الطلبة المتفوقين، بحجة أنها غير محجبة، في واقعة جديدة تنضم إلى أرشيف الحوادث التي تشهدها المدارس المصرية، وما تشهده من تدهور المستوى الثقافي للقائمين على تلك المهنة، التي من المفترض أن تكون من أسمى وأهم المهن في العالم، لدورها المهم في تخريج وتربية النشء الصغير الذي سيقود المجتمع في سنوات معدودة.
وقع الموقف على الطفلة كالصاعقة، كيف لمديرة مدرسة أن تمنع طفلة صغيرة من التقاط صورة في حفل تكريمها، باعتبارها من الطالبات المتفوقات في المدرسة؟!.
قالت هبه الله: إن مديرة المدرسة رفضت أن يُلتقط لها صورة معها بعد تكريمها، وحصولها على شهادة تكريم من المدرسة، بعد فوزها بالمركز الأول على مستوى منطقة العامرية في رياضة الكاراتيه، وقالت للمصورة "متصوريهاش علشان هي مش محجبة"، وذلك أثناء إقامة المدرسة لحفل لتكريم المتفوقات رياضيًا.
اعتبرت الطفلة الصغيرة أن ما حدث من مديرة المدرسة ليس من الإسلام، فقد أمر الله تعالى الرسول الكريم بأن يعامل الناس باللين، ولو كان الرسول استخدم القوة ما كان انتشر الإسلام، لافتة إلى وجود عدد من الطالبات يقمن بخلع الحجاب عقب الخروج من المدرسة خشية من المديرة.
وبدوره، قال والد الطفلة هبه الله, إن هبه طالبة متفوقة دراسيًا ورياضيًا، وشاركت في ثورة "25 يناير" منذ بدايتها, ولهذا كان هناك تعمد من قبل مديرة المدرسة في إحراج هبة، وعدم تكريمها بالشكل المطلوب.
وأوضح أنه فوجئ، الثلاثاء الماضي، بعودة هبة من المدرسة وهي في حالة بكاء شديد، وطالبت بعدم ذهابها إلى المدرسة مرة أخرى، وذلك علي غير العادة، وسردت ما حدث معها أثناء تكريم طالبات المدرسة المتفوقات في الأنشطة الرياضية، ورفض مديرة المدرسة التقاط صورة لها لأنها غير محجبة.
واعتبر والد الطفلة أن ما حدث مع ابنته هو اغتيال معنوي لطفلة صغيرة أمام جميع طالبات المدرسة في طابور الصباح.
ولفت إلى أنه توجه مباشرة إلى المدرسة، ولكن لم يجد المديرة أو المدرسين، فذهب في اليوم الثاني، وواجه مديرة المدرسة التي لم تنكر، ولكنها بررت ما حدث بأنه "حث لهبة على ارتداء الحجاب لأنها جميلة".
وأضاف "طلبت من هبة أن تذهب إلى فصلها، وسألتها ماذا لو دخلت مدرسة ليست محجبة فصل الطالبات، هل من المعقول أن يتركن الفصل ويذهبن"، فردت بأنها لن تسمح أن يكون في مدرستها مدرسة غير محجبة.
وأكد والد الطفلة، أنه يعمل سائق تاكسي، وعادة ما يشارك في المسيرات والمظاهرات كافة التي تخرج من القائد إبراهيم، ودائمًا ما تشارك معه هبة في تلك المسيرات، مشيرًا إلى أن جميع ثوار الإسكندرية يعرفون هبة، ويعرفون التاكسي، والذي سُمي تاكسي الثورة.
وأصر الوالد على عودة حق ابنته من إدارة المدرسة، مشيرًا إلى أنه سيرفع رسالة استغاثة إلى الشارع الثوري وليس الوزير، فمن غير المعقول أن يتم التعامل مع الأطفال بعد الثورة بهذا الشكل.
ويتردد السؤال الآن في المجتمع المصري بصفة عامة، والشارع السكندري بصفة خاصة: هل سيتم محاسبة المسؤول عن تلك الواقعة، أم إنها ستنتهي بمجرد انتهاء الشو الإعلامي عنها، وتنضم إلى أرشيف الوقائع التي تحدث في المدارس المصرية.