"التعليم عن بُعد"


أكدت الإعلامية اللبنانية مريم مجدولين لحام أن العام الدراسي في لبنان بدا مهددًا مع انضمام الطلاب إلى "ثورة تشرين" والتعطيل الناتج عنها، غير أن إخفاقات وزارة التربية في صوغ الحلول الفعّالة للتلاميذ مع اندلاع أزمة الفيروس، يبدو أنها ستنتج "ثورة الكورونا" يقودها الطلاب والأهالي والأساتذة يداً بيد رفضاً لحلول الوزارة الضبابية وانعدام الخطة الواضحة وإجراءات "تمشاية الحال" وتخوفاً من مصير العام الدراسي وامتحانات الشهادات الرسمية المقررة بعد شهرين.

لا للتعليم عن بعد

وكتبت الإعلامية مجدولين لحام في صحيفة "نداء الوطن"، تحت عنوان "التعليم عن بُعد" عقبات وحلول"، "أنهى لبنان شهره الأول في تجربة تقنية "التعليم عن بُعد" تعاملاً مع الأزمة، وعلت أصوات الأهالي والتلاميذ والأساتذة الذين اجتمعوا على مقولة "لا للتعليم عن بُعد" ونشروها كهاشتاغ عبر وسائل التواصل الإجتماعي رفضاً لما حدده وزير التربية طارق المجذوب من ثلاثة مسارات للطلاب اللبنانيين كي يتابعوا تعليمهم عن بُعد. وتقول الناشطة التربوية والمعلمة نسرين شاهين لـ"نداء الوطن" أن المسار الأول وهو "البث التلفزيوني" لحصص تعليمية عبر تلفزيون لبنان الرسمي لا يلحظ كل المنهج التعليمي لصفوف الشهادات على وجه التحديد وأن هناك تفاوتاً بين تلاميذ هذه الصفوف فهناك ثانويات وصلت إلى فصل معين وأخرى سبقتها . أما في الحديث عن المسار الثاني الذي تكلم عنه الوزير المتمثل بـ"المنصات الإلكترونية" فقد قالوا لنا في الوزارة إن شركة "مايكروسوفت" قد قدمت تطبيق Microsoft teams بشكلٍ مجاني للأساتذة ولكن حتى اليوم لم يصلنا أي "username" وهو ما نحتاجه لاستعمال هذه الطريقة وبالتالي هو مسار وهمي تماماً ولا يمت للحقيقة بصلة. أما ثالثًا، وهو الوسائل التقليدية أو الورقية عبر تبادلها بين المدارس والطلاب عن طريق الأهل، ثمّ إعادتها من جديد لتصحيحها فلم تعتمدها أغلب المدارس.

وأوضح مستشار وزير التربية، ألبير شمعون لـ "نداء الوطن"، أنّ التدابير التي عمل وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب على اعتمادها، بما خصّ فتح ثلاثة مسارات للتعليم عن بُعد، هي تدابير استثنائية واستجابة موقتة لظرف استثنائي يمر به العالم أجمع وليس فقط لبنان، وأنّه امتثل للتدابير التي اعتُمِدت عالمياً في مرحلة "تفشي فايروس كورونا". كما استغرب الحكم على التجربة بعد مرور مجرد أسابيع على اعتمادها، واعتبر أنه من المبكر الحكم على اختبار تلامذة لبنان لتجربة "التعليم عن بُعد" سواء بالنجاح أو الفشل. وأشار الى أنه "يجب على الأهل والأساتذة التعاون معنا واعطاء الوقت الكافي لهذه التجربة فهي خطوة جديدة أُجبرنا على اتخاذها احتكاماً للظروف. لا بل نشدد على أن الوزارة لم تخلق منظومة تعليم بديلة كما يتم تصوير الأمر بل أوجدنا تدابير مرحلية فقط بانتظار انتهاء الأزمة الصحية في البلاد وتوقف الحجر الإجباري. ونحن على علم تام أن التكيّف مع فصول الدروس الإفتراضية سيكون محفوفاً بالتحديات، فهناك ثغرات عدة علينا العمل معاً على معالجتها وإصلاحها لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، أما التقييم فسيكون بعد عودة التلاميذ إلى مدارسهم وثانوياتهم" وقال "لا شك أنها فرصة جيدة علينا اغتنامها لتخطي المسافات والظروف الصحية للبلاد وسنعلم بعد انتهاء هذه المرحلة اين كان الإخفاق وأين يكمن التميز بعد الممارسة، وعلينا بعد تقييمنا لهذة المرحلة التي نمر بها قسرياً ان نستفيد منها قدر الإمكان، فاليوم تحولت كل بقعة من لبنان مقعداً دراسياً ومنصة تعليمية".

وعمّا اذا كانت نتائج امتحانات التعليم عن بُعد ستُدرج بعلامات التلاميذ لهذا الفصل، أعلن أن الحديث عن العلامات وتقييم التلاميذ لا يزال باكراً وأن الهدف من تدابير الدروس الإفتراضية واستكمال الفصل "اونلاين" لم يُتّخذ الا لإبقاء الطلاب في "أجواء التعليم" وللإستفادة قدر الإمكان من الوقت في زمن الحالة الطارئة التي أجبرنا على الدخول فيها خوفاً من تفشي فايروس كورونا في المدارس والثانويات" أما عن الشهادات الرسمية فأصرّ شمعون على أنه ما من سيناريو الغاء للامتحانات الرسمية يلوح في الأفق بل بالعكس، علينا أن نتمسك بإجرائها".

قد يهمك أيضًا

طارق المجذوب يرد على مطالبة الأهالي بتسديد الأقساط المدرسيّة