الراهبات المحررات في سورية يؤدين صلاة شكر في دمشق

"جبهة النصرة" وقطر، مستخدمة مقدمة منمقمة فيها الكثير من أحكام القيمة، وتوزيع شهادات الوطنية، في أسلوب مسرحي استعراضي، تحت عنوان "حين لا يفصل بين الوطنية والخيانة أكثر من تصريح"، جامعةً بين المقدمات المًعتادة من بعض القنوات اللبنانية ذات التوجه العقائدي، وبين جمل الإعلامي السوري الكبير فيصل القاسم.
ورغم أن المذيعة السوريّة أخطأت أكثر من مرة في تشكيل بعض الكلمات، وفي لفظ كلمات أخرى، فإن المحتوى العدائي التخوني، كان هو الطاغي على الخطاب التلفزيون لقناة "سما".
واعتبرت القناة نسيان إحدى الراهبات "ويقصد هنا من تلكم منهن للإعلام" لتضحيات الجيش السوري، ودماء شهداء، يندرج في خانة الخيانة، أو على الأقل الانحراف على الوطن، وتابعت أنّ "موقف أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه صادم، موجع، حين تقول من نذرت نفسها لخدمة الرب، ما لا يقوله أبناء سورية، ما قالته تلك الراهبة في ثلاثة جمل، شكر قطر، والدفاع عن المسلحين، ومدى إنسانيتهم، تصريح لا مسؤول، ولا مقبول، ولا وطني، بل ويرقى إلى مستوى وصمة العار".
الهجوم على راهبة معلولا، بهذه الطريقة، لم يكن مستغرباً على قنوات الإعلام الحكومي في سوريّة، الذي اعتاد ذم من يختلف معه بالرأي ومدح من يشاركه آراءه. ولكن الملفت في هذا الهجوم، وللمرة الأولى تعرض الإعلام السوري لأحد رموز الطائفة المسيحيّة بهذه الطريقة المباشرة، المليئة بالكراهية، والحقد، لمجرد تأكيد إحدى الراهبات أنهن لم يتعرضن لإساءة أو تنكيل وتشكر من ساهم في تحريرهن، ويعكس هذا الهجوم حجم الغضب الذي يستحوذ على الإعلام السوري وحكومة دمشق، في كل مرة يظهر أحد ما على شاشات الإعلام، ليكذب رواياته السينمائيّة، عن مؤامرة كونية تحاك ضده، وعن "تكفيريين إرهابيين" يقطعون الرؤوس ويأكلون القلوب ويشقون الصدور.