نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف   كشفت وثيقة سرية، عُثر عليها أخيرًا في مدينة تمبكتو شمال مالي، عن مخطط لتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، يهدف إلى وضع سيطرته على منطقة الساحل الكبرى في ظل التدخل العسكري بتحرير الشمال من الجماعات المسلحة. وقد حظيت الوثيقة التي نشرتها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، باهتمام كبير من قبل الصحافة العالمية، وهي عبارة عن رسالة من (9) صفحات موقعة من أمير "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المعروف بـ "أبو مصعب عبد الودود"، تضم أدق تفاصيل مخططات تنظيم "القاعدة" للسيطرة على منطقة الصحراء الأفريقية، حيث جاء فيها أن "اجتماعًا انعقد في 18 أذار/مارس الماضي، بحضور 33 قائدًا من (قاعدة) المغرب الإسلامي ومتمردي الطوارق وجماعة (أنصار الدين)، وترأسه أمير التنظيم أبو مصعب عبدالودود، الذي أعلم المجتمعين بنية جماعته السيطرة على غالبية المدن والمناطق التي سبق وسيطر عليها مسلحون إسلاميون في المنطقة، وأنه ألمح في الاجتماع، الذي تناولت الوثيقة محتواه، إلى ضرورة أن تعتمد الحركات المسلحة الأخرى أسلوب الشفافية، بينما كان يثني على ما وصفه بـ(التأييد الشعبي الواسع) الذي تحظى به حركة (أنصار الدين)، إلا أنه تمنى لو كان لـ(القاعدة) معلومات كافية عن هذه الحركة وعن برنامجها العملي، وقال إن مكاسب الحركة تفرض على التنظيم ضبط النشاط العسكري وتوجيه الجهود".
وتُعتبر منطقة الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل الأفريقي من أكبر صحارى العالم مساحة، بمساحة تفوق 5 ملايين كلم متربع، والتي تمتد عبر المناطق الصحراوية في مالي والجزائر وليبيا والنيجر وموريتانيا والصحراء الغربية وتشاد.
كما أوضحت وثيقة تنظيم "القاعدة" خططه القتالية، والأخطاء التي ارتكبها وكيفية تصحيح سلوكه في المستقبل، وإستراتيجية قتال التنظيم في شمال مالي، وتوقعها التدخل الفرنسي هناك، كما تعكس الوثيقة الانقسام داخل التنظيم حول كيفية حكم المنطقة وتطبيق الشريعة في مالي، وتدمير معالم مدينة تمبكتو القديمة، حيث تضمنت اعترافًا بارتكاب الأخطاء وبالتعامل بوحشية مع السكان، ودعوة إلى ضرورة فرض الشريعة بشكل تدريجي، فيما أعلنت مصادر أخرى مطلعة، السبت، أن "القوات الفرنسية المتواجدة على الأراضي المالية اليوم، تقع تحت الضغط بفعل وجود رهائنها لدى التنظيم.
وكان تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، قد أرسل رسالة إلى الحكومة الفرنسية يتهمها فيها بتعطيل مسار تسوية ملف الرهائن كوسيلة لإطلاق سراحهم، ونشرت بعض وسائل الإعلام الإلكترونية الموريتانية بعض تلك الرسائل منذ فترة، توجهت فيها الجماعة بالحديث مباشرة إلى فرنسا عبر الفيديو، وأكدت أنها اقترحت على الحكومة الفرنسية إجراء مفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن المختطفين في النيجر منذ أيلول/سبتمبر من العام 2010، لكن الحكومة الفرنسية تواصل صم آذانها عن هذا الاقتراح، وأكد شريط "القاعدة" أن الجماعة المسلحة لا تزال منفتحة على المفاوضات، لكن الخارجية الفرنسية ردت على الشريط بالقول إنها تطالب بإطلاق سراح مواطنيها المختطفين في الساحل سالمين، وأكدت أنها تعمل بكل قوة من أجل الوصول إلى هذه النتيجة كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام، ردًا على الشريط الذي سرب منذ الشهر الماضي