صنعاء ـ علي ربيع لقي يمنيان حتفهما وجرح قرابة 9 آخرين، برصاص الشرطة في مدينة عدن (كبرى مدن جنوب اليمن) أثناء محاولتها، الأربعاء، السيطرة على أعمال عنف قام بها أنصار"الحراك الجنوبي" المعارض لاستمرار الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه. وأكدت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" أن عشرات من أنصار "الحراك الجنوبي" الموالي لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، حاولوا تنفيذ عصيان مدني بالقوة في بعض الأحياء الرئيسية في مدينة عدن، وقالت "إنهم قطعوا الطرقات  ومنعوا المارة من السير إلى أعمالهم، خصوصاً في "خور مكسر" و"المنصورة"، ما أدى إلى إغلاق المقرات الحكومية والمحلات التجارية والمدارس وتوقف الحركة المرورية".
وأوضحت المصادر "أن شخصين قتلا في حي المنصورة متأثرين بإصاباتهما بالرصاص، وأن ستة آخرين أصيبوا أثناء المواجهات التي استخدمت فيها الشرطة قنابل الغاز والرصاص الحي في محاولة منها لفتح الشوارع التي أغلقها"أنصار الحراك" بالحجارة والإطارات المشتعلة".
وفي حين عادت الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد  ظهر الأربعاء، في أحياء عدن، جدد ناشطو "الحراك الانفصالي" دعواتهم لتنفيذ عصيان مدني في مدن جنوب اليمن ابتداء من الخميس، وقاموا، بحسب ما ذكره شهود عيان بتوزيع منشورات في أحياء متفرقة من مدينة عدن تحث السكان على النزول إلى الشارع لمساندة دعواتهم قرابة العصيان المدني وتعبيراً عن تمسكهم بمطلب الانفصال عن شمال اليمن، ورفضهم المشاركة مع الأطراف اليمنية الأخرى ضمن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب انطلاقه في العاصمة صنعاء، الاثنين القادم، بإشراف أممي ودولي.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد توصل خلال زيارته الأخيرة لمدينة عدن، إلى اتفاق مع معظم قادة الفصائل المعارضة في "الحراك الجنوبي" واتفق معهم على التهدئة والمشاركة في الحوار،  في حين رفضت قيادات يمنية جنوبية  مقيمة في الخارج عرضاً أخيراً من مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر خلال لقائه بها الأسبوع الماضي في دبي، للمشاركة في الحوار الوطني الشامل.
وتصر بعض فصائل المعارضة اليمنية الجنوبية على مطلب استعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل العام 1990، فيما يعتقد أن بعضها مرتبط بالأجندة الإيرانية في المنطقة وبالأخص نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، الذي حذره بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن اليمن من مغبة التمادي في عرقلة العملية الانتقالية في اليمن.
على صعيد آخر، استمر انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة اليمنية صنعاء، ومدن أخرى، لليوم الثالث على التوالي، بسبب هجمات مسلحين قبليين استهدفت خطوط نقل الطاقة في محافظة مأرب(شرق صنعاء) ما أدى إلى خروج محطة توليد الطاقة الرئيسية عن الخدمة، في الوقت الذي توقف فيه إنتاج النفط الخام من حقول صافر في مأرب نفسها بسبب إقدام المسلحين على تفجير أنبوب التصدير الرئيسي في منطقة صرواح.
وكانت الحكومة اليمنية، قررت، الثلاثاء، اللجوء للقوة العسكرية لمطاردة العناصر القبلية المتسببة في تفجير أنابيب النفط ومهاجمة خطوط نقل الطاقة الكهربائية، بينما تشهد العاصمة صنعاء، وكبريات المدن اليمنية، منذ قرابة أسبوع، انتشاراً أمنياً مكثفاً،وسط ازدياد ملحوظ لحواجز التفتيش في الشوارع الرئيسية، في إطار خطة السلطات اليمنية لتأمين مؤتمر الحوار الوطني الذي ينطلق الاثنين المقبل ويستمر قرابة ستة أشهر.