بيروت ـ جورج شاهين عقد في بكركي مساء الجمعة، لقاء تشاوري، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ضم الرئيس أمين الجميل ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار "المردة، النائب سليمان فرنجيه، وغاب عن الاجتماع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لظروف أمنية، وذلك في ظل أجواء من التكتم بشأن ما دار فيه وسير المناقشات تحديدًا وما آل إليه من تفاهمات أو خلافات.
وبعد الاجتماع، صدر بيان مقتضب جاء فيه: "عند الخامسة من عصر الجمعة، عقد لقاء تشاوري برئاسة غبطة البطريرك الراعي شارك فيه فخامة الرئيس أمين الجميل ودولة الرئيس العماد ميشال عون ومعالي النائب سليمان فرنجيه، تناول البحث خلاله في الأوضاع العامة في لبنان والأحداث في سورية والمنطقة وتداعياتها ومخاطرها على لبنان. كما جرى التطرق إلى موضوع الانتخابات النيابية حيث كان توافق وتأكيد على ضرورة التوصل إلى قانون انتخاب يؤمن أفضل تمثيل وعدالة وسلامة لكل الطوائف اللبنانية.
وأبقى اللقاء جلساته مفتوحة بالتشاور والتواصل مع الدكتور سمير جعجع الذي اعتذر عن عدم الحضور لأسباب ذات طابع أمني".
وتزامنًا مع اهتمام بكركي بقانون الانتخاب استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم على التوالي كلاً من الوزيرين السابقين فؤاد بطرس وميشال إده وتشاور معهما في مشاريع القوانين و الأطروحات الانتخابية والصيغ التي تعتبر الأفضل للبنان وتتلاءم مع روح الدستور وميثاقيته.
وفي هذه الأجواء أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري زواره أنه لا يستطيع الذهاب إلى الهيئة العامة بمادة وحيدة من قانون الانتخابات , قائلاً فماذا أقول لهم "صوتوا عليها ثم نعود بباقي المواد"؟
وطالب بري بمسودة كاملة لمشروع قانون الانتخابات, مشيراً إلى انه لذلك على اللجان المشتركة مواصلة البحث في باقي مواد القانون .
وأضاف بري : "عندما تنتهي اللجان المشتركة من صيغة القانون أذهب إلى الهيئة العامة والذي ينجح ينجح والذي يسقط يسقط ".
وكان النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم قد أكد في تصريح له قبل ظهر اليوم أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتكلم عن مبادئ أساسية في قانون الانتخابات من أجل الحفاظ على وحدة لبنان والعيش المشترك فيه ، لافتا إلى أن الراعي أراد جمع الموارنة في بكركي لأخذ رأيهم وحثهم على توحيد كلمتهم حول قانون انتخابي يحفظ التمثيل المسيحي.
وأشار مظلوم في مداخلة تلفزيونية الى أن ما يهم بكركي هو أن يتوصل النواب إلى تحمل مسؤولياتهم وإقرار قانون انتخاب يحترم إرادة الشعب ويعطي كل الفئات حقها وأن يحفظ وحدة لبنان والعيش المشترك .
ولفت مظلوم إلى أن الأطراف المارومية الأربعة التي اجتمعت في بكركي اتفقت على أن المشروع الأرثوذكسي هو الأقرب لتأمين التمثيل الصحيح للمسيحيين.
وقبل ساعات عدة على لقاء بكركي عقدت "جبهة الحرية" اجتماعها الدوري في مقرها في جونيه برئاسة قائد القوات اللبنانية السابق الدكتور فؤاد أبو ناضر وحضور لجنتها التنفيذية، عرضت فيه شؤونا داخلية. وأصدرت الجبهة، إثر الاجتماع، بيانا رأت فيه "أن القانون الأرثوذكسي حظي بموافقة غالبية الأحزاب المسيحية من "قوات" و"عونيين" و"كتائب" وغيرهم ولقي معارضة شرسة من بعض الأطراف الإسلامية منها بالعلن ومنها في الباطن".
وتساءل المجتمعون "لماذا كلما تصرف المسلم في لبنان من منطلق طائفي يعتبر أنه وطني وكلما فعل المسيحي بالمثل ينعت بالإنعزالي والطائفي؟"، وقالت: "إن الجبهة تناشد الأفرقاء المسيحيين وتحذرهم: إذا قررتم العودة عن قراركم نزولا عند رغبة حلفائكم فتكون هذه نهاية وجودنا السياسي كطائفة مستقلة، فلو لمرة واحدة ابقوا موحدين للوصول إلى النتيجة المرجوة".
وذكرت الجبهة بطرحها السابق لقانون الانتخابات الذي تعتبره "الأمثل لكل لبنان، وفيه أن النظام المبني على الدائرة الفردية، كونه يوفر أفضل تمثيل لكل الطوائف ويسمح للمسيحيين بإتيان كل النواب المسيحيين بأصواتهم مما يمنع لهؤلاء من الارتهان إلى بعض الزعماء التقليديين. وهو يتضمن:
1- إعادة تقسيم لبنان إلى 108 دائرة انتخابية.
2- زيادة 12 نائبا للاغتراب، نائبان عن كل قارة.
3- تمكين المغتربين من الاقتراع في الخارج.
4- اعتماد كوتا نسائية ب-30%".
وقبيل منتصف الليل صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: ذكرت مقدمة إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية ( أورانج تي في)  أن "أحد مستشاري رئيس القوات قام بتسريب خبر اللقاء في بكركي هذا المساء إلى وسائل الإعلام القريبة منه حتى تتوافر له الحجة للتفلت من التزامه بقانون الانتخاب الأرثوذكسي(...)"
وأضاف مراسل المحطة نفسها من بكركي إن "احد أعضاء الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية كان أكد في اتصال معنا أن جعجع لن يحضر وردّ ذلك إلى أمور ترتبط بالعلاقة مع البطريرك الراعي في المرحلة السابقة(...)"
وقال بيان القوات: أمام هذه الإختلاقات الهزلية لمبتدئين، يهمّ الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية التأكيد للرأي العام أن هذا الكلام هو محض كذب ويليق تماما بصاحبه.
وقالت مصادر في القوات اللبنانية "إن البيان جاء ردًا على مقدمة نشرة أخبار "التلفزيون الليموني" التي قالت  ما حرفيته: كان من المفترض أن يكونوا أربعة قادة مسيحيين مساء هذا اليوم في الصرح البطريركي شرط عدم تسريب خبر اللقاء إلى الإعلام كما طلب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع انطلاقا من خوفه على أمنه لكن جعجع تغيب عن اللقاء بحجة تسريب الخبر كما علمت الـ "أو تي في". والسؤال من قام من مستشاريه بتسريب الخبر إلى وسائل الإعلام القريبة منه أو التي تعبر عن خطه السياسي حتى تتوافر له الحجة للتفلت من التزامه بقانون الانتخاب الأرثوذكسي الذي سبب له إحراجا علنيا مع خليفة تيار المستقبل. فاللقاء كان ليبدو اللبنة الأخيرة في الإجماع المسيحي بشأن القانون الأرثوذكسي لو تم بحضور جعجع وبالتالي كان سيؤدي إلى المزيد من التوتر مع حليفه الذي رفض مشروع القانون.