غزة ـ محمد حبيب قال رئيس الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة يحيى رباح إنَّ: "المفاوضات ليست بديلة عن المقاومة"، معتبرًا أنَّ الأولى إذا كانت بناءً على مزاج الاحتلال الإسرائيلي فهو "كلام فارغ". وأوضح رباح في تصريح صحافي مساء الأحد، أنَّ زيارة المبعوث الأميركي لعملية السلام إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل للمنطقة بأنَّه "أمر طبيعي"، في ظل انتصار المقاومة على العدوان الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة، وانتصار آخر بحصول فلسطين على "دولة عضو غير مراقب" في الجمعية العمومة للأمم المتحدة، مؤكدًا على إصرار حركتة بإنجاز المصالحة مع "حماس".
ومن المقرر أن يصل هيل الى المنطقة، الإثنين، للقاء القيادتين الفلسطينية و (الاسرائيلية) قبيل اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية المقرر الأسبوع المقبل لتقييم اللقاءات الاستكشافية التي عقدت في عمّان والخطوات التالية.
وبين أنَّ (إسرائيل) وأميركا تلقتا صفعتين التي وصفها بـ"القوية" لسياستهما في المنطقة، أمام تقارب كبير بين حركتي "فتح" و "حماس" لتحقيق ملف المصالحة أكثر من أي وقت مضى في الأعوام السابقة.
وتابع: "أنَّ القيادة الفلسطينية ترفض أي استئناف للمفاوضات في ظل استمرار بناء المستوطنات في جميع محافظات الضفة الغربية، وتهويد مدينة القدس المحتلة، وعدم اعتماد مرجعية واضحة للمفاوضات".
وأكد رئيس الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" بالقطاع أنه لا يوجد حق فلسطيني على حساب فلسطيني آخر، مشيرًا إلى أنَّ حركته مع كل حق في العالم يكون لصالح القضية الفلسطينية.
ونوه إلى أنَّ الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع الوقوف موقف المتفرج للأحداث التي تجري في المنطقة لذلك أرسلت مبعوثها، معتقدًا أنَّ الائتلاف اليميني المتطرف العنصري ضد الشعب الفلسطيني بقيادة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يؤمن بالمفاوضات، وإنما يؤمن بالدم الفلسطيني وأشلاء الأطفال فقط.
وأكد رباح أنَّ الوضع الفلسطيني الحالي أفضل من السابق، مؤكدًا أن حركته قريبة جدًا مع "حماس" لطي صفحة الانقسام إلى الإبد.
ويعتبر ذلك أول تحرك أميركي بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التصويت لصالح فلسطين دولة مراقب غير عضو .
في سياق متصل رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشروع قانون تقدّم به عضو مجلس النواب الأميركي سكوت غاريت، ويعتبر القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل).
وأكد المتحدث باسم حماس د. صلاح البردويل في تصريح صحفي، على أن ذلك سيقابل بغضب من الأمة العربية كلّها لأن المدينة المقدسة بـ"كلّ ذرة تراب فيها" هي عاصمة لفلسطين.
وقال د. البردويل: "إنَّ الولايات المتحدة الأميركية مخترقة باللوبي اليهودي وولاة اليهود حتى النخاع، وفي اعتقادي أنَّ ما يمنع الأولى من إقرار مثل هذه القوانين بشكل فعلي هو إحساسها أنَّ الأمور لن تكون كسابق عهدها في ظل الثورات العربية التي ستتجذر نتائجها أكثر فأكثر".
وأضاف "إنَّ المجلس التشريعي الفلسطيني أصدر سابقًا قانون القدس الذي يحرّم التنازل عن أي ذرة من القدس المحتلة، وتخوين كل من يتنازل عنها لأنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وذلك القانون هو جزء من منظومة مقاومة الاحتلال".
وكلام البردويل -النائب عن كتلة "حماس" في المجلس التشريعي- يقطع الطريق أمام أي محاولة أميركية جديدة، لإنكار عروبة فلسطين، ليضيف بعدها: "لا نؤمن بأي قرار يفرض على شعبنا بدءًا من بلفور، ولا نؤمن بوجود صهيوني واحد على أرضنا سواء بالضفة أو غزة أو القدس".
وشدَّد على أنَّ الشعب الفلسطيني الذي تصدى "لـلصهاينة"، منذ أن تحركوا نحو حائط البراق عام 1929، بثورة عارمة أجبرتهم على التراجع، آنذاك، لن يقبل بقوانين جديدة "تزيد الطين بلة".