النائب اللبناني ميشال عون

قرر رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" في البرلمان اللبناني النائب ميشال عون، التصعيد المفتوح على خلفية الخلاف الحكومي حول تعيين قائد جديد للجيش، وهو ما يدفع عون ليكون صهره قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، غير أنه لا يبدو أن أيًا من حلفائه يدعمه في خيار التصعيد في الشارع الذي من المتوقع أن ينطلق مباشرة بعد جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الخميس المقبل.

وذكرت مصادر قيادية في تيار عون، "لا نزال نبحث في التوقيت النهائي ومكان التحرّك الشعبي الأول الذي نعمل على أن يكون موسّعًا، ولا يعنينا كثيرًا ما إذا كان حلفاؤنا سيشاركون فيه أم لا، فالمعركة التي نخوضها معركة وجود ولا تراجع إلى الوراء".

وأشارت المصادر إلى أنّه "سيتم من الآن فصاعدًا التعاطي مع بعض الحلفاء حسب الملفات المطروحة، فقد نكون حلفاء في ملف معين وأخصام في ملف آخر، أما الاستمرار شهود زور على الدوس فوق حقوق المسيحيين والشراكة التي يعتمد عليها الميثاق الوطني، فهذا ما لن نقبل به بعد اليوم".

وكانت لهجة عون التصعيدية قد بلغت ذروتها أخيرًا، عندما توجه لجمهوره مساء الجمعة الماضية داعيًا إياه للتحضر للتحرك في الشارع، عادّا أن "ما يحصل في الحكومة يستوجب فعل قوة، فاستعدوا للنزول إلى الشارع"، وأضاف: "لن يتمكن أحد من حذفنا، ومن لا يريد العيش معنا فلن نعيش معه".

وأعربت مصادر مسيحية في قوى "14 آذار" عن استغرابها رد فعل عون على التطورات الحكومية، مرجحة أن يكون "استنفاره هذا مرده لاقتناعه بانعدام حظوظه لرئاسة الجمهورية أو لوصول معطيات نهائية في هذا السياق".

وأضافت المصادر، "عون غير قادر أصلًا على الحشد شعبيًا باعتبار أن الدوافع التي كانت تدفع جمهوره للنزول إلى الشارع في الثمانينات لم تعد متوافرة اليوم، وهو ما سيظهر جليًا في أي تحرك مقبل يُعد له".
وتشير كل المعلومات المتوافرة إلى أن أيًّا من حلفاء عون المسيحيين والمسلمين على حد سواء لن يشاركوا في التحركات الشعبية التي بدأ يعد لها لاقتناعهم بعدم جدواها، ولا يزال "حزب الله" يلعب الدور الأساسي لمحاولة حل الأزمة الحكومية من دون إقحام الشارع في اللعبة السياسية التي اتخذت أخيرًا منحى طائفيًا مع إصرار عون على أن ما هو حاصل "محاولة مستمرة لضرب مبدأ الشراكة وتهميش المسيحيين كمقدمة لتهجيرهم".

ويتزامن ذلك مع ترؤسه اجتماعات متتالية لمتابعة التحضيرات لحشد جمهور عون، وبدا لافتًا الاجتماع الذي عقده عون يوم السبت في داره وضم الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية ألفرد رياشي والمنسق العام كميل شيمعون. وعرض المجتمعون، بحسب بيان صادر عنهم، "سبل ارتقاء لبنان إلى مصاف الدول المزدهرة والمستقرّة من خلال التوافق على تبنّي النظام الفيدرالي".

 كما جرى أيضًا بحث "مسودة أولى للمشروع الفيدرالي" التي قدمها الوفد لعون والمنبثقة عن المؤتمرات التي جرت على التوالي وفي الأشهر الماضية، ويبدو بذلك أن عون لا يزال متمسكًا بطرحه الاستبدال بالنظام الحالي نظامًا فيدراليًا، على الرغم من أن الفرقاء كافة وعلى رأسهم حلفاؤه أكدوا عدم سيرهم في مشروع مماثل قد يؤدي عمليًا إلى التقسيم.
 
وأشار عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، إلى "وجود اشتباك متصاعد على المستوى الحكومي، لا سيما في ظل المطلب الأساسي للتيار المتعلق بطريقة التعاطي مع المسيحيين ومشكلة الشراكة والأولويات والمرجعيات داخل الحكومة"، قائلًا في حديث إذاعي إن "التيار سيستعمل كل الوسائل المتاحة لعدم تعطيل عمل الحكومة".

ورأى عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، التي يرئسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن "تفلّت الخطاب السياسي وارتفاع حدته في الساعات الماضية، يرفع من التوتر والتأزم في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الهدوء والحكمة والعقل للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، في ظل ما تشهده المنطقة من حولنا"، مشددًا في تصريح له على أنّه "لم يعد جائزًا الاستمرار في تعطيل المؤسسات، وهو ما لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة".