بيروت – جورج شاهين أوضحت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها عصر الثلاثاء هوية ودور غالي حدارة مؤكدة أنه اعترف بنقل الأسلحة إلى مجمع الأسير قبل تفكيكه، وكان توقيف حدارة أدى إلى يوم من الفوضى في طرابلس ومواجهات مسلحة مع الجيش اللبناني باعتباره أحد أقرب المقربين إلى الفنان المعتزل فضل شاكر وقد ظهر معه في فيديو بدا فيه شاكر مدججاً بالسلاح.
   ولذلك قالت قيادة الجيش، مديرية التوجيه، في بيان صدر عصر الثلاثاء "تواصل مديرية المخابرات تحقيقاتها مع الموقوفين في حادث عبرا بإشراف القضاء المختص، وبنتيجة هذه التحقيقات أوقفت دورية تابعة لها بعد ظهر 28/6/2013، المدعو غالي حدارة في أحد المنتجعات السياحية على ساحل كسروان، حيث ضبطت في حوزته أدوات لتصنيع العبوات وهي عبارة عن صواعق كهربائية وفتيل تفجير.
   وكان المدعو حدارة ظهر في أحد الأشرطة المصورة إلى جانب المدعو فضل شاكر الذي اعترف في حينه بأنه قتل اثنين من العسكريين. وخلال التحقيق مع المدعو حدارة اعترف بإقدامه على إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى ما سمي بالمربع الأمني في عبرا، وكان آخرها قبل يومين من حصول الاعتداء على حاجز الجيش في المنطقة المذكورة".
   وقبل ساعات على توضيحات قيادة الجيش عقد لقاء علمائي في دار الفتوى في طرابلس حضره حشد من رجال الدين وممثلون عن الهيئات والجمعيات الإسلامية وتركز البحث على الأحداث التي شهدتها طرابلس مساء وحتى ساعة متقدمة من فجر الثلاثاء.
   وإثر الاجتماع أدلى أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام بتصريح قال فيه "تنادي العلماء والمشايخ للقاء في دار الفتوى في طرابلس لإعلاء الصوت استنكارا لما يحدث في هذه المدينة الصابرة المستهدفة المخطوفة التي يجري فيها من الفوضى ما لا يجري في مناطق أخرى، نريد أن نقول للناس جميعهم إن طرابلس ضحية وتعاقب وتستهدف وتهمش وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم وأن يعاملوا طرابلس بما تستحق ويليق بأهلها واقتصادها، وموقعها، فهي العاصمة الثانية، لذلك على الكل أن يتحمل مسؤولياته من السياسيين والأمنيين والمواقع كافة التي لها رأيها وكلمتها وأمرها".
   وأضاف "عليكم جميعا أن تعيدوا إلى طرابلس سمعتها ودورها وموقعها الذي عرفت به، نحن على أبواب شهر الخير والبركات شهر رمضان على أبواب الطاعة والصفاء والمحبة وعلى أبواب الموسم الاقتصادي الذي ينتظره كثير من التجار، علينا أن نعلي الصوت ودورنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وعلى المسؤولين جميعا أن يكونوا على مستوى المسؤولية".
   وتحدث إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي فقال "إن عدم استقرار الأمن في لبنان مرجعه إلى عدم العدل، فالقائمون على الحكم من ساسة وأمنيين واقتصاديين وغيرهم كثير منهم غير مأمونين وليس عندهم عدل ونحن اليوم نشعر أن الطائفة السنية مهمشة اقتصاديا ومهمشة في المناصب، وهناك من يريد إذلال شبابها، وكثير من شبابنا يلقى في السجون لأدنى تهمة ويبقى 7 أعوام في السجن من غير محاكمة".
   وأضاف "كذلك ما جرى في عبرا كان أمرا خطيرا ونحن طالما حذرنا الشباب من الانجرار في معركة ضد الجيش اللبناني وكنا نقول لهم أن المشروع الإيراني لجر الشباب إلى معركة مع الجيش حتى ينهك شباب أهل السنة وينهك الجيش اللبناني، ولطالما سعينا لسحب فتيل الفتنة بين الشباب وبعض عناصر الجيش بأمر من المشروع الإيراني".
   وتابع "لقد نزل الشباب واعتصموا سلميا دون حرق دواليب وإطلاق رصاص، فجأة أتى مسلحون تابعون لأحد الأجهزة الأمنية وأطلقوا الرصاص في الهواء والقنابل وأغلقوا المحلات وسرقوا بعضا وأشعلوا الإطارات ومات أحد المسنين اختناقا، يريدون من وراء ذلك؟ أن يظهروا للناس أن كل لبنان في أمن إلا طرابلس، ولماذا إلا طرابلس؟ لأنها وقفت مع الثورة السورية ورفضت المشروع الإيراني، فيظهرون طرابلس في فوضى، نحن منزعجون مما جرى الاثنين، ونرفض كل عنف من حرق إطارات ولكن لا تحملوا الإسلاميين هذه القضية فنحن بريئون مما جرى الاثنين".
   وتحدث مسؤول الجماعة الإسلامية في طرابلس مصطفى علوش فقال "نعتبر ما يجري في طرابلس مؤامرة مدبرة لهذه المدينة ونحن نرفض هذا الفلتان الأمني ونرفض التعدي على الممتلكات وعلى الحرمات وعلى أملاك الناس ونرفض أن ينتشر السلاح بشكل عشوائي في هذه المدينة لكي يدلل هؤلاء الذين يريدون شرا بهذه المدينة أن الفوضى عارمة في طرابلس وأنها أصبحت خارجة عن القانون وأنها تهدد السلم الأهلي في لبنان، هذه مؤامرة تحاك ضد المدينة ونحن مدعوون جميعا إلى أن نتنبه ونتكاتف ونتعاون لنرد هذه المؤامرة وهذا الكيد الذي نتعرض له".
   وأضاف "نحن في حاجة إلى أن نقوم بمسؤولياتنا جميعا كحركات إسلامية وكمرجعيات روحية وسياسية وهيئات مجتمع مدني أن نتداعى إلى لقاء وطني شامل لكي نعالج هذه المشكلة وننهض بمدينتنا ونخرجها مما تتعرض له من كيد وتآمر".
   ثم تحدث إمام مسجد حمزة في القبة الشيخ زكريا المصري فقال "نحن نتضامن مع الشيخ أحمد الأسير وذلك أنه يؤيد لبنان بلدا مشتركا بين طوائفه المتعددة وأحمد الأسير يقر بأن الجيش يجب أن يكون للطوائف اللبنانية كلها". ودعا الدولة إلى "رفع يدها عن متابعة وملاحقة الشيخ أحمد الأسير".
   كما أثير خلال اللقاء ما تعرض له أمين الفتوى الشيخ محمد إمام من إساءة في مسجد طينال في طرابلس وقال إمام إن "ما حدث في جامع طينال أصبح وراءنا وكانت فورة في غير محلها من أخوة متحمسين كانوا يعيشون حالة معينة ونحن قدرنا كل ذلك ولا داع لأن نقول لقد سامحنا فهذا تحصيل حاصل".