برلين ـ جورج كرم كشف الشقيق الاكبر لبابا الفاتيكان بنيديكتوس السادس عشر ، جورج راتزنغر، أنه كان يعلم باستقالة شقيقه قبل أشهر عدة، وهو راض عن هذا القرار ، وأشار إلى  أن المرء مع تقدم السن تضعف قدرته وقواه وأن شقيقه الذي يبلغ من العمر 86 عاما وصل إلى مرحلة عمرية لا يمكن لكل فرد أن يتحمل معاناتها، وقد رضخ لنصيحة طبيبه بعدم القيام برحلات طويلة ، بعدما بات يواجه صعوبات متزايدة في القدرة على المشي.
وتحدث القس جورج إلى موقع مجلة "دير شبيغل" الألمانية ، عن التزامه الصمت عدة أشهر منذ أن علم بالاستقالة ، وذلك على الرغم من معرفته بأن مثل هذا النبأ له تأثيره المذهل على العالم. لافتا الى انه جلس أمام الراديو داخل شقته في مدينة زيزنبرغ يستمع إلى نشرة أخبار الثانية عشرة على محطته الإذاعية المفضلة بايرن 4 كلاسيك ، في انتظار الخبر الذي سيهز العالم.
واضاف جورج الذي كان يعمل معلما للغناء الديني في كاتدرائية ريزنبرغ ، أنه اعتاد ألا يعرض على شقيقه نصائحه في المسائل الشخصية جدا ، وأكد أنه لم يحاول التأثير عليه ، لأن مسؤولية اتخاذ مثل هذا القرار تخصه وحده ، كما أكد على انه توصل إلى قرار الاستقالة بوحي من نفسه من دون تأثير من أحد.
وتقول صحيفة الغارديان أن جورج راتزينغر دائما ما يتحدث بصراحة عن ضعف أخيه وحاله الصحية ، وفي بعض الأحيان يتلقى تحذيرات من المسؤولين في الفاتيكان حول صراحته مع الصحافيين وبخاصة عندما كشف لهم ذات مرة عن تعرض البابا لأزمة قلبية.
وبعدما كان امل في عدم انتخاب شقيقه على راس الكنيسة الكاثوليكية وحث الكرادلة على اختيار بابا اصغر سنا، اعرب القس جورج ،عن ارتياحه بعد استقالة شقيقه وقال أن هذا القرار سيترتب عليه آثارا وعواقب تجمع ما بين السلبية والإيجابية. وأضاف أن الفترة التي أمضاها بنيديكتوس على كرسي البابوية كانت "حافلة بالبركات على الكنسية" حيث "واجه العديد من المهام الصعبة" و"قام بعمل كل ما كان في وسعه عمله".
ورفض جورج راتزينغر التعليق على الأنباء التي تقول بأنه قد يتجه إلى حياة الأديرة في الفاتيكان وهي الحياة التي من المنتظر أن يعيشها شقيقه بعد التقاعد ، إلا أنه قال أنهما يخططان لقضاء الصيف معا. وقال ايضا أن حياة الأديرة ما هي إلا خيار وأن عودته إلى إلمانيا غير مرجحة.
وعن بيتهما في بنتلينغ بحي ريزنبرغ في مقاطعة بافاريا الألمانية ، الذي كانا يعيشان معا فيه العام 1969 ، قال إن البيت لم يعد يخصهما بعد بيعه ، وأنه حتى ولو لم يتم بيعه لما كان مناسبا للعيش فيه لدواع أمنية ولأسباب تتعلق بالحركة والتنقل حوله.
وعادة ما توصف العلاقة بينهما بانها علاقة تكافلية فهما يتبادلان الأحاديث الهاتفية مرة على الأقل أسبوعيا ، والمعروف عنهما أنهما يمارسان العزف معا على البيانو بأربعة أيدي.
وأثناء زيارة بنيديكتوس لمقاطعة بافاريا العام 2006 ، كان دائما ما يسيران معا يدا بيد ، وكانا غالبا ما يقومان معا بزيارة قبر والديهما واختهما ماريا التي كانت تقوم على رعاية منزلهما حتى وفاتها العام 1991. وقد أعرب كلاهما عن رغبتها في دخول عالم الكهنوت في سن مبكرة.
وأعرب جورج عن أمله في ان يمضي وقتا أطول مع بنيديكتوس بعد استقالته. كما أعرب ايضا عن أمنيته في أن ألا يتعرضا لمزيد من المشاكل الصحية إلى أن تصعد روحهما إلى بارئها.