واشنطن ـ يوسف مكي اعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته الرابعة لإسرائيل بالشكوك المحيطة بجهود الوساطة التي يبذلها حاليًا من أجل استئناف محادثات السلام بين الإسرئيليين والفلسطينيين. وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أنه بعد أن أمضى كيري ليلة من الاجتماعات في الأردن عن الحرب في سورية توجه مباشرة إلى إسرائيل، كي يجري مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار محاولة لبدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المعلقة منذ أواخر العام 2010.
وقام كيري بزيارة إسرائيل مرات عدة خلال الأشهر الأولى من توليه منصب وزير الخارجية، وهو ما كانت تفعله وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون على مدى السنوات الأربع الماضية.
وينتظر أيضًا أن يعقد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ محادثات مع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت لاحق من هذا اليوم.
وعلى الرغم من قيام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بإعلان دعمهما لتلك الجهود إلا أن الأجواء يسودها شعور متزايد من الإحباط، حيث لا توجد بعد أي بوادر تشير إلى أي تحول في المواقف التي يتمسك بها الطرفان منذ أمد بعيد.
وتتمثل صعوبة الموقف وتعقيداته في الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تميل أكثر نحو التيار اليميني الإسرائيلي، والتي تضم أيضًا بعض الوزراء الذين يعارضون صراحة حل الدولتين، الذي يرمي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
وتقول وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني التي تشغل أيضًا منصب رئاسة وفد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، في حوار لها مع الإذاعة الإسرائيلية "هناك اختلافات أيديولوجية داخل الحكومة الإسرائيلية".
وتضيف "أن توقف المفاوضات لا يخدم سوى مصالح هؤلاء الذين يعتقدون بأن مرور كل يوم من دون التوصل إلى اتفاقية سلام يسمح لهم ببناء منزل جديد"، وذلك في إشارة منها إلى بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية.
ومع ذلك، فإن الوزيرة الإسرائيلية تؤكد أن "هذا الموقف لا يمثل غالبية سكان إسرائيل".
وكان جون كيري موضوع صورة ساخرة نُشرت في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، والتي تصفه بأنه "دبلوماسي ساذج ويفتقد إلى البراعة، ويعمل بطريقة هوجاء مثل ثور في محل لبيع الآنية الفخارية الصينية".
وقال كيري وهو يعترف بمدى الصعوبات التي تواجه مهمته "أنا على دراية كافية بالمنطقة، وأعرف مدى الشكوك والسخرية والأسباب وراء ذلك". وأضاف "لقد كانت هناك سنوات مريرة من خيبة الأمل".
وتابع بإصرار "يحدونا الأمل من خلال المنهجية والدقة والصبر والتماسك والتروي في إمكان رسم طريق يمكن من خلاله مفاجأة الناس والتعامل مع احتمالات السلام".
أما نيتانياهو فقد قال إن حكومته ترغب في استئناف العملية السلمية.
وأضاف "وفوق هذا وذاك فإننا نرغب في استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين"، وقال مخاطبًا جون كيري "لقد بذلتم الكثير في هذا الصدد ونحن نعمل معًا من أجل ذلك، لأنه شيء أنا أريده وأنت تريده وهو شيء نأمل أن يريده الفلسطينيون أيضًا".
وتابع نيتانياهو في إصرار "طالما كانت هناك الرغبة والإرادة فسوف نجد سبيلاً لذلك".
وفي هذا السياق، تشير صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى وجود انفراجة ضئيلة في الموقف.
وينتظر أن يتوجه كيري بعد ذلك إلى رام الله في الضفة الغربية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل العودة إلى القدس لإجراء محادثات مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس.
وفي مقابلة أجرتها حنان عشراوي مع إحدى وسائل الإعلام الفلسطينية قالت إنها لا ترى أي استعداد لدى الجانب الإسرائيلي لاستئناف المحادثات.
وأضافت "نحن في انتظار موقف أميركي واضح، وتعهد إسرائيلي بمتطلبات العملية السلمية".