رجل الدين الإيراني مهدي طائب دمشق ـ جورج الشامي   أثارت تصريحات رجل الدين الإيراني مهدي طائب الأخيرة، التي وصفت سورية بأنها المحافظة الإيرانية رقم 35، ردود أفعال متباينة لدى السوريين (معارضة وموالاة) والتي تراوحت بين السخرية والغضب، فيما رد طائب، السبت، على تعليق وسائل الإعلام الأجنبية على تصريحاته، واتهمها بـ"تحريف كلامه وبأنها تعمل على التصدي لإيران عن طريق اقتطاع وتحريف تصريحات الإيرانيين". ومنح طائب سورية أهمية أكبر من أهمية إقليم الأهواز، ذو الغالبية العربية، والذي يضم 90 في المائة من ذخائر النفط الإيراني، وقال مهدي طائب الذي يترأس مقر "عمّار الإستراتيجي" لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، "لو خسرنا سورية لا يمكن أن نحتفظ بطهران، ولكن لو خسرنا إقليم خوزستان (الأهواز) سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسورية"، فيما وصف في تصريحات أدلى بها الخميس سورية، بالمحافظة الإيرانية رقم 35، ومنحها أهمية إستراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية، قائلاً "سورية هي المحافظة الـ35، وتعد محافظة إستراتيجية بالنسبة لنا، فإذا هاجمَنا العدو بغية احتلال سورية أو خوزستان، الأولى بنا أن نحتفظ بسورية".
وقد رفض العديد من قيادي المعارضة السورية، تصريحات طائب، واعتبروها منتهكة للسيادة السورية، ورأوا أنها  تعبر عن غياب القيادة السورية، وعدم قدرتها على قيادة البلاد إلا بأوامر إيرانية، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي سوري بشأن هذه التصريحات، ولكن الملفت بعيدًا عن تصريحات السياسيين، ردود فعل السوريين بمختلف مشاربهم على هذه التصريحات، ففي حين كتب الصحافي السوري المعروف بقربه من النظام علي سفر، على صفحته على "فيسبوك"، "علي زادة سفريان..!؟ منيح هيك؟"، في سخرية من التصريحات الإيرانية، وأضاف "ترقبوا افتتاح محلات Women Fashion Iran جناح خاص للتشادور العصري"، قال الكاتب الدرامي الموالي لدمشق مازن طه "بعد انقراض الديناصورات، السوريون مهددون بالانقراض، هلأ يعني أنا سوري والا إيراني  حدا يفهمنا".
وأفردت صفحة "الثورة الصينية"، من أهم صفحات السخرية المعارضة لنظام الأسد، مجالاً واسعًا للرد على تصريحات رجل الدين الإيراني، "هلأ طلعت سورية.. المحافظة الـ 35 الإيرانية!!..طيب مبدئي أقيلو المحافظ بشار الأسد ما بدنا ياه!"، وفي تعليق آخر "نحنا الحق علينا صراحة طول المدة الماضية عم نقول: الشعب يريد إسقاط الرئيس، وطلع الرئيس هو محافظ لسورية، وكان لازم نقول الشعب يريد إسقاط المحافظ، ظلمناك يا سيادة المحافظ، ظلمناك يا أبو حافظ"، في مقاربة لتصريحات الرئيس السوري ومسؤولي النظام في السنتين الأخيرتين عن أن سورية لا تشب أي دول من دول الربيع العربية، "سورية ليست مصر وليست تونس و ليست اليمن وليست ليبيا، لك حتى ما طلعت سورية، طلعت بإيران!"، فيما نشرت الصفحة صورة للعلم الإيراني معدلاً ليشابه علم الثورة السورية، وكتبت "لا يهم محافظة أو دولة.. الثورة مستمرة".
وقالت الممثلة السورية زينة حلاق، بسخرية تعليقًا على تصريحات طائب، "المسلسلات التركية صار لازمها دبلجة بالفارسي"، في حين كتبت النجمة السورية المعارضة مي سكاف التي تعيش في دمشق، "هلق هيك صار الترتيب يا جماعة لا حدا يخربط، لبنان مزرعة سورية، سورية محافظة إيرانية، إيران محافظة صينية، الصين محافظة روسية"، فيما كانت ردة فعل أحد النشطاء انفعالية فقال "عندما يعلنها صراحةً هذا المعمم الشيعي الإيراني اليوم، بأن سورية هي المحافظة 35 لإيران، وعندما يدعو لتشكيل ميليشيا تعدادها ستون ألفًا لتستلم حرب الشوارع بدلاً عن جيش الأسد لقتل الشعب السوري، فلابد أن أعلنها بأني مع الجيش الحر، ومع جبهة النصرة، ومع كل فصيل إسلامي يرفع الرايات السوداء أو الخضراء أو أي ألوان أخرى، ووضع نصب عينيه مقاتلة عصابات المجوس التي جاءت لقتل شعبنا واغتصاب حرائرنا وذبح أطفالنا وتدمي حاضرنا ومستقبلنا، أعلنها علنيةً، جبهة النصرة تمثلني".
ولم يكن الشارع الإيراني راضيًا أيضًا عن تصريحات رجل الدين الإيراني، حيث انتقد الكاتب والمحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران صادق زيباكلام، في مقاله السبت، في صحيفة "قانون"، تحت عنوان "إلى متى الدفاع عن الأسد"، تصريحات طائب، مؤكدًا "أنه لا يمكن للغرب أو (الناتو) أو أميركا، أن تستخدم العنف وشن هجوم عسكرى على سورية للإطاحة بهذا النظام"، وتساءل: هل الغرب قال إنه سيشن هجومًا عسكريًا على سورية كى ينتفض بهذه التصريحات؟، مشيرًا إلى أن "طائب ومن يفكرون مثله، يؤكدون أن سورية وإيران و(حماس) هم جبهة المقاومة"، قائلاً "أولاً بالنسبة لـ(حماس) والفلسطينيين، هم منذ فترة انضموا لمعارضة بشار الأسد، وحماس مكونة من الإسلاميين و(الإخوان المسلمين)، فكيف لهم أن يتخلوا عن إخوان سورية، أو مصر، أو في سائر البلدان العربية، ثانيًا أن جهود النظام السوري ضد إسرائيل انتهى منذ حرب 73، والذي فعله النظام الحاكم في سورية لمواجهة إسرائيل منذ 40 عامًا".
فيما انتقد الكاتب الإيرانى الساخر إحسان بيربرناش تصريحات طائب حول إدعائه أن سورية الإقليم الـ35 لإيران في صحيفة قانون بأسلوب ساخر، قائلا: "إننا نفترض أن طائب ركب تاكسي، وقال له "إقليمنا الـ 35 في خطر وأنت تتنزه!، قال "الكاتب": نحن ليس لدينا أكثر من 34 إقليمًا!، طائب: ألم تحسب سورية! الكاتب: ضحك بسخرية "كاميرا خفية؟، أم اختبار معلومات عامة؟"، وسأل طائب السائق (الكاتب) لو شنوا هجومًا على الأهواز وسورية في وقت واحد أولوية دفاعنا ستكون لمن سورية أم الأهواز؟، الكاتب: بالطبع الأهواز، ويمضي الكاتب في سخريته من طائب إلى أنه يحاول إقناعه بأن لإيران 34 إقليمًا، وأن سورية بلد وليست إقليمًا.
في المقابل، اتهم النائب طائب، السبت، وسائل الإعلام الأجنبية والمعادية للثورة – على حد قوله- بتحريف تصريحاته، قائلاً "إنها اقتطعت، وأن وسائل الإعلام تعمل على التصدي للجمهورية الإسلامية عن طريق اقتطاع وتحريف تصريحات الإيرانيين".