دمشق ـ جورج الشامي اتهمت وزارة الخارجية السورية حكومة انقرة بممارسة دور "هدام" في الأزمة السورية، في حين اعتبر وزير الخارجية التركية احمد داود أوغلو أن مجلس الأمن في الأمم المتحدة "فقد مصداقيته" وعاتب "الاتحاد الأوربي" على تخاذله. ففي رسالتين متطابقتين وجهتهما الخارجية السورية إلى رئيس مجلس الأمن الدولي وإلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ،  قالت فيهما إن "الحكومة التركية تستمر في تدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية بصورة مباشرة وغير". وإن الحكومة التركية "صعدت من مواقفها المعادية لسورية عبر السعي لعرقلة تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه رئيس الجمهورية بشار الاسد وما تبعه من خطوات عملية اتخذتها الحكومة السورية لتنفيذه كحل سياسي سلمي للأزمة السورية وممارسة الضغوط على بعض أطراف المعارضة لرفض هذا البرنامج".
واتهمت الوزارة تركيا بتحويل أراضيها إلى مراكز لتجميع وإيواء وتدريب وتمويل وتسليح وتهريب "المجموعات الإرهابية المسلحة بما في ذلك تنظيم "القاعدة" بشكل أساسي و"جبهة النصرة". وأضافت أن أنقرة تنتهك ما جاء في مبادئ القانون الدولي المتعلق بالعلاقات الودية بين الدول. وحثت المجتمع الدولي "بكل قواه لمنع انقرة والأطراف الإقليميين والدوليين التي تتآمر على سورية من الاستمرار في أعمالها التي ترقى إلى مستوى العدوان". كما دعت المجتمع الدولي إلى إلزام هذه الأطراف بـ"ضبط حدودها ووقف احتضان وتدريب وتمويل ودعم المجموعات الإرهابية وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة"".
من جهته كشف وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ 182 ألفاً، داعياً إلى بدء حوار سياسي وبشكل فوري في سورية بين المعارضة ومن وصفهم بالذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين. وعاتب أوغلو خلال الاجتماع الـ71 للجنة البرلمانية التركية الأوروبية المشتركة، الدول الأوروبية بشأن تقديم المساعدة للسوريين، وقال إن "قيمة المساعدات التي قدمتها أوروبا مجتمعة قد بلغت حوالى 400 مليون يورو. غير أن المساعدات التي قدمتها تركيا لوحدها لمخيمات السوريين فاقت هذه القيمة"، منوهاً بخطوة رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب بالدعوة إلى الحوار.
واعتبر اوغلو أن مجلس الأمن  "فقد مصداقيته" أثناء تساؤله عن موقفه من مقتل 70 ألف سوري، ومن إقامة الملايين في ظروف شديدة القسوة خلال الشتاء، فإن لم يتدخل الآن متى يتدخل؟" و"لماذا لم يصدر صوت عن البرلمان الأوروبي بهذا الاتجاه، متسائلاً: هل سينهض الاتحاد الأوروبي بعد مقتل 700 ألف سوري مثلا؟".