الدار البيضاء ـ عبد الإله شبل أعرب الذي يشغل وزيرًا للسكنى والتعمير بحكومة عبد الإله بنكيران، عن صمته بعد الهجوم والاتهامات التي وجهها إليه الأمين العام لحزب "الاستقلال"، حميد شباط، الذي قرر الانسحاب من الائتلاف الحكومي في المغرب. وقال بنعبد الله مساء الجمعة، في عرض قدمه خلال لقاء مناقشة نظمه فضاء حزب التقدم والاشتراكية للأطر في الدار البيضاء، بشأن "الراهن السياسي الوطني: مهام المرحلة وتحدي الإصلاحات"٬  في محاولة منه للرد على حميد شباط إن حزبه "لا يقبل أن يتواصل العبث بالعمل السياسي".
وهاجم حزب الاستقلال الذي قرر الانسحاب من الحكومة بلغة الغمز واللمز، قائلا" لا يكفي أن يقوم أيا كان بالغلو أو بالمزايدة على هذا المستوى، فهناك بعض الإكراهات، وينبغي التحلي بالجرأة والشجاعة لمعالجة بعض الملفات".
ورد بنعبد الله على الاستقلاليين الذين يتحدون عن ائتلاف وطني لا يشارك فيه حزب التقدم والاشتراكية، وأكد أن حزبه مستعد لدفع ثمن خياراته السياسية ولو كان الثمن "الخروج من الحكومة"، مشيرا إلى أن الهاجس الكبير للحزب يتمثل في الدفاع عن التجربة الديمقراطية المغربية وضمان استمراريتها٬ والتصدي لكل المحاولات الرامية للسيطرة على القرار السياسي.
وشدد زعيم حزب الكتاب في عرضه على أن المهم خلال المرحلة الراهنة "ليس من يتحمل مسؤولية قيادة الحكومة"٬ بل المهم هو "تحقيق النتائج المرجوة من الإصلاحات التي تباشرها الحكومة"، في إشارة منه إلى حميد شباط الذي يدفع بقوة إلى خروج التقدم والاشتراكية من الحكومة إذا ما أراد بنكيران استمراريتها.
واستعرض زعيم الحزب "الشيوعي" المغربي، المشاكل التي يتخبط بها المغرب، سواء ما تعلق بالوحدة الترابية، أو على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمؤشرات التي تنذر بمخاطر حقيقية، وهو الأمر الذي يحتم بحسب الوزير بنعبد الله على الفاعلين السياسيين أن يعبروا عن طموح الشعب في التغيير والإصلاح٬ والتكتل لإنجاح التجربة الديمقراطية داعيا إلى التحلي بالمسؤولية وتغليب الحكمة والتبصر.
وعاد الأمين العام للحزب إلى الحديث عن الدوافع التي جعلته يشارك بحكومة عبد الإله بنكيران والمتمثلة بحد تعبيره في " الانحرافات التي لاحظها الحزب في الحياة السياسية الوطنية ما بين 2008 و2009"٬ وسعي "أوساط إلى أن تسيطر على القرار السياسي"، مضيفا أن المشاركة في الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية كانت "وازنة ومؤثرة٬ وإلا لا داعي للمشاركة".