غزة ـ محمد حبيب   أعلنت الحكومة المقالة في غزة، احتجاجها على ترحيل السلطات البلغارية وفد نواب حركة "حماس" من على أراضيها، وإدانتها اقتحام عناصر الأمن البلغاري مقر إقامة الوفد وقيامها بترحيلهم جبريًا، حيث اعتبر القيادي في الحركة والنائب في المجلس التشريعي، الدكتور يحيى العبادسة، أن ما قامت به بلغاريا من ترحيل إجباري للوفد الفلسطيني، يتعارض مع كل الأعراف الدبلوماسية، وأنها استسلمت لضغوط اللوبي الصهيوني.
وقال العبادسة في تصريح صحافي الجمعة، "ما حدث هو استمرار لإنكار حقوق الشعب الفلسطيني، ونحن نعي تمامًا أن القيادة السياسية واقعة تحت ضغوط كبيرة واستسلمت وغلبت مصالحها على منطق ومبادئ وحقوق الشعب الفلسطيني"، فيما أكد المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو، في تصريح تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، "تعبر الحكومة عن احتجاجها لدى الحكومة البلغارية، جراء قيام عناصر أمنها باقتحام مقر إقامة الوفد البرلماني الفلسطيني وترحيلهم، وندين هذا التصرف الذي يعكس حجم لانصياع للضغوطات الصهيونية".
ورأى النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، أن "ما قام به الأمن البلغاري ضد النواب يعد حماقة وتصرفًا سياسيًا غير مسؤول، ويشكل رضوخًا سافرًا للضغوط الصهيونية، وإهانه بالغة للشعب الفلسطيني"، مطالبًا الحكومة البلغارية بـ"الاعتذار الفوري عن الإساءة المقصودة للنواب المشمولين بالحصانة البرلمانية والثقة الشعبية والدستورية الفلسطينية، وحماية الاتفاقات والمواثيق الدولية، وإعادة النظر في سلوكها السياسي المتواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي".
وقد وصل وفد نواب حركة "حماس" إلى مطار إسطنبول في تركيا، ظهر الجمعة، بعد إجبارهم وترحيلهم من الأراضي البلغارية، عقب اقتحام الأمن البلغاري صباحًا مقر إقامته، وقام بترحيله للمطار وأجبره على مغادرة البلاد فورًا، وعلم "العرب اليوم" من الوفد الإعلامي المرافق لوفد نواب "حماس" في بلغاريا، أن "الأمن اقتحم صباح الجمعة الفندق وطالبنا بالمغادرة، ونحن الآن في المطار سنغادر إلى إسطنبول، وإن الزيارة كان من المفترض أن تنتهي مساء الإثنين"، مشيرًا إلى أن "الوفد التقى جهات عدة رسمية، كما تمت لقاءات إعلامية كثيرة، لكن الضغوطات الكبيرة ألغت الكثير من الفعاليات"، مؤكدًا وجود ضغوط إسرائيلية أميركية بريطانية على الخارجية البلغارية.
وقالت "كتلة التغيير والإصلاح" البرلمانية في تصريح وزعته صباح الجمعة، وصل "العرب اليوم" نسخة منه، إنه "ورغم دخول الوفد بطريقة رسمية وإجرائه لقاءات مختلفة، اقتحم الأمن البلغاري مقر إقامة الوفد البرلماني الفلسطيني قبل انتهاء زيارته بـ 3 أيام، وأجبره على المغادرة فورًا، وهناك ضغوط إسرائيلية لتحقيق ذلك".
وأكد سفير دولة فلسطين في بلغاريا د.أحمد المذبوح، أن "وزارة الخارجية البلغارية أجرت اتصالا معه صباح الجمعة، وأخبرته أنه تم إخبار وفد نواب حركة "حماس" المتواجد في بلغاريا، أن زيارته غير رسمية، ولم يتم التنسيق الرسمي مع الخارجية البلغارية، وأنه لا تنسيق للقاءات رئاسية ولا برلمانية، وأن الوفد جاء بدعوة من (مركز دراسات الشرق الأوسط) وهو مؤسسة غير حكومية في بلغاريا يترأسها فلسطيني، وبناء على ذلك على الوفد مغادرة البلاد، وأنه تم الاتفاق مع الوفد بالتراضي على مغادرته البلاد، والذي بدوره وافق على ذلك وقرر المغادرة فورًا، وأنها تعرب عن أسفها لوجود وفد من نواب حركة (حماس) في بلغاريا، وأكدت أنه لم يتم الضغط على الوفد، وعملية إخبارهم بضرورة مغادرة البلاد لم تتم بالضغط ولا بالاقتحام، وتم إبلاغهم بشكل رسمي وبالتراضي، وشكرتهم الخارجية على الموافقة على المغادرة".
وقال السفير المذبوح إنه "التقى وفد نواب "حماس" فور وصوله إلى بلغاريا في مقر السفارة، وأن "الوفد تحدث بإيجابية كبيرة حول المصالحة وحول الإنجاز الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وقمت بتنظيم جولة للوفد في مقر السفارة، واطلعتهم على نشاطاتها، إلا أن الوفد عندما أخبرته الخارجية البلغارية بضرورة المغادرة لم يقم بالاتصال بالسفير وإبلاغه بما حدث، حيث علم السفير من وزارة الخارجية البلغارية بما حدث، بينما كان الوفد قد وصل الطائرة للمغادرة".
وأعلنت الحكومة البلغارية، الخميس، أن الزيارة التي بدأها الأربعاء، وفد من نواب حركة "حماس هي بدعوة من منظمة غير حكومية، ولا علاقة لها بهذه الحركة "الإرهابية"، نافية بذلك ما أعلنته حماس من أن "الزيارة رسمية" وستتخللها لقاءات مع مسؤولين في الدولة وبرلمانيين.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية في بيان لها، إن "وزير الخارجية البلغارية نيكولاي ملادينوف، اتصل هاتفيًا بنظيره الفلسطيني رياض المالكي، وأبلغه أن نواب "حماس" الثلاثة الذين وصلوا إلى بلغاريا الأربعاء الماضي، جاؤوا بدعوة من منظمة غير حكومية ولن يستقبلهم أي ممثل عن الحكومة، وأن اتصالاتنا مع السلطة الفلسطينية هي اتصالات مباشرة، وتمر عبر الحكومة في رام الله، وعبر السفارة الفلسطينية في صوفيا".
وأوضح البيان أن "مسؤولة في وزارة الخارجية البلغارية، التقت السفير الفلسطيني في صوفيا أحمد محمد المذبوح، وأبلغته أن صوفيا لا تقيم أي علاقة مع "حماس" المدرجة على "قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية".
وقال عضو المجلس التشريعي والقيادي البارز في حركة "حماس"، اسماعيل الأشقر، في اتصال هاتفي الأربعاء، إن الزيارة رسمية، وستتخللها لقاءات بين وفد "حماس" ومسؤولين في الدولة وبرلمانيين من الحزب الحاكم والمعارضة، مضيفًا "وصلنا إلى بلغاريا الأربعاء، وهي أول زيارة رسمية لنا حيث سنلتقي مسؤولين في الدولة وبرلمانيين من الحزب الحاكم والمعارضة، لبحث التعاون وشرح القضية الفلسطينية، وإن زيارة بلغاريا هي بناء على دعوة من مؤسسات ثقافية بلغارية أعدت لنا برنامجًا يتضمن لقاءات عدة مهمة مع أعضاء ومسؤولين في الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة، إضافة إلى إلقاء ندوات في الجامعة عن فلسطين والقضية الفلسطينية".