صنعاء ـ علي ربيع هاجم مسلحون يعتقد أنهم من أنصار تنظيم"القاعدة"، في اليمن، الجمعة، موقعاً عسكرياً للجيش بالقرب من مدينة رداع في محافظة البيضاء(جنوب العاصمة صنعاء)، في محاولة جديدة للاستيلاء عليه، في وقت أعلنت فيه السلطات كشف مخطط لـ"القاعدة"وصفته بـ"الإرهابي" يهدف للاستيلاء على منطقة في حضرموت(شرق البلاد) وإعلانها إمارة إسلامية.
في هذا السياق، أكدت مصادر محلية في محافظة البيضاء لـ"العرب اليوم" نشوب مواجهات وصفتها بـ"العنيفة" بين مسلحين من أنصار تنظيم"القاعدة" وقوات من الجيش تتمركز في موقع عسكري استراتيجي بالقرب من مدينة رداع".
وقالت المصادر، إن المسلحين هاجموا موقع "جبل الثعالب العسكري" في محاولة للاستيلاء عليه، وأن قوات الجيش تصدت للهجوم مستخدمة القصف المدفعي في استهداف عناصر التنظيم الذين حاصروا محيط  الموقع العسكري".
ولم تكشف المصادر عن سقوط ضحايا، في هذا الهجوم الذي يتكرر للمرة الثانية على ذات الموقع، ما يعد خرقاً لبنود الهدنة التي كانت السلطات المحلية أبرمتها في شباط/فبراير الماضي، مع العناصر القبلية الموالية لـ"القاعدة" في منطقة المناسح التابعة لقبائل قيفة القريبة من مدينة رداع، وأدت إلى إيقاف حملة عسكرية للجيش على المنطقة التي لجأ إليها العشرات من أنصار التنظيم الفارين من أبين وشبوة(جنوب).
وفي السياق نفسه،أعلنت السلطات اليمنية كشفها "مخططاً إرهابياً" لتنظيم"القاعدة" يهدف للاستيلاء على إحدى مناطق حضرموت(شرق البلاد) وإعلانها إمارة إسلامية، على غرار ما كان فعله  التنظيم عام 2011 من الاستيلاء على مدن أبين وشبوة، قبل أن يتمكن الجيش من طردهم منتصف العام الماضي.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية، في تصريح على موقعها الإلكتروني" نشرته ليل الخميس- الجمعة،"إن أجهزة الأمن كشفت عن مخطط إرهابي لعناصر ما يسمى بأنصار الشريعة للاستيلاء على مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت وإعلانها إمارة إسلامية".
ولم توضح  السلطات اليمنية تفاصيل أكثر عن هذا "المخطط " لكنها  حذرت  التنظيم من مصير مشابه لذلك الذي لقيه عناصره في أبين على يد قوات الجيش في حال فكر في الاستيلاء على مديرية غيل باوزير.
 وقالت إنه "مخطط محكوم عليه بالفشل ويعكس تمسك ما يسمى بأنصار الشريعة بأحلامهم المريضة التي منيت بفشل ذريع في محافظات أبين ، شبوة ، والبيضاء"، في إشارة منها إلى تمكن الجيش اليمني من استعادة هذه المناطق من قبضة التنظيم بعد أن كان أعلن فيها قيام إمارات إسلامية في العام 2011.
وكان تنظيم"القاعدة" في اليمن أطلق على أتباعه المحليين إبان سيطرتهم على أبين في 2011 مسمى"أنصار الشريعة" في محاولة للتقرب من السكان، عن طريق العزف على وتر العاطفة الدينية لديهم المرتبطة بمعاني"الشريعة الإسلامية".
وشهدت محافظة حضرموت الأكثر مساحة (36بالمائة من مساحة اليمن) عمليات اغتيال قتل فيها عدد من كبار ضباط المخابرات والجيش خلال العامين الأخيرين،  ويعتقد بمسؤولية التنظيم عنها، كما سقط فيها العشرات من عناصر "القاعدة" وقادته المحليين بصواريخ الطائرات الأميركية بدون طيار كان آخرها مطلع العام الجاري عندما استهدفت الغارات مديرية الشحر الساحلية.
ووصفت الداخلية اليمنية مخطط"القاعدة" بأنه"أضغاث أحلام تدلل عن حالة الإفلاس والعزلة التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي" مؤكدةً أنه "أصبح دون سند شعبي ومعزولاً ومطارداً في مختلف محافظات الجمهورية وأينما وجد" بحسب قولها.
على صعيد منفصل، هاجم مسلحون قبليون الجمعة، أنبوباً لتصدير النفط المستخرج من حقول صافر في محافظة مأرب(شرق صنعاء)، على خلفية عدم تنفيذ الحكومة مطالب لهم، وقاموا بتفجيره في نقطة يمر بها في مديرية صرواح، في طريقه إلى ميناء التصدير غرباُ في"رأس عيسى" على البحر الأحمر.
وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" إن مواجهات اندلعت عقب الهجوم بين المسلحين وقوات حماية ترافق الفرق الهندسية التي هرعت لإصلاح الأضرار التي لحقت بالأنبوب" مؤكدةً أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على بعض معدات الفريق الهندسي".
وتعم اليمن حالة من السخط تجاه الحكومة، التي لم تنجح في وضع حد للهجمات القبلية المسلحة المتكررة على المصالح الحيوية، والتي تزايدت في الأيام الأخيرة، حيث استهدفت خطوط نقل الطاقة ست مرات، في أقل من أربعة أيام، كما تعرضت كابلات الألياف الضوئية إلى هجوم تخريبي مماثل في مأرب، أدى إلى توقف شبه كلي للانترنت. وقطع مسلحون الطرقات الرئيسة المؤدية إلى صنعاء، ومنعوا مرور ناقلات الغاز المنزلي ومشتقات الوقود الأخرى.