الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق اطلع القطاع السياسي للحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطنى" في اجتماع الأحد على تقرير عن القمة الأخيرة بين الرئيسين في أديس أبابا، إذ أكد القطاع "تمسكه باستمرار الحوار مع دولة الجنوب في الإطار الأفريقي". وعبر الحزب على لسان أمين إعلامه  البروفسير بدر الدين أحمد إبراهيم عن "أمله بأن تكون فترة الستة أشهر التي منحت للوساطة الأفريقية،  كافية لتجاوز العقبات التي تواجه تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين أخيرًا".
واتهم الحزب "حكومة جنوب  بعرقلة تنفيذ الاتفاق"،  ورأى أن "توافر الإرادة السياسية لحكومة جنوب  السودان، هو الذي سيساعد في تجاوز العقبات، ووضع بنود الاتفاق حيز التننفيذ"، ورفض الحزب "أي إملاءات خارجية لإجبار الحكومة السودانية على التفاوض مع  الحركة الشعبية قطاع الشمال"، التي أشار الحزب إلى أنها  "ترتبط حتى الآن  بدولة أجنبية  في إشارة إلى جنوب السودان"، وأضاف بروفسير إبراهيم أن "القوانين الدولية لا تفرض على دولة التفاوض مع جهة تابعة لدولة أخرى"،  بينما تتحدث تسريبات عن استمرار  مساعي يقودها  قادة وزعماء  بعض الدول الأفريقية لمساعدة السودان وجنوب السودان  لحل خلافاتهما".   وقد عقدت الأحد  في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا  قمة سداسية  لرؤساء السودان وجنوب السودان وجنوب أفريقيا وساحل العاج ونيجيريا ورئيس الوزراء الأثيوبي في محاولة لدفع الاتفاقيات الموقعة بين الخرطوم وجوبا وفك جمود القضايا العالقة، وقدم رؤساء جنوب أفريقيا وساحل العاج ونيجيريا وأثيوبيا، مبادرة لحل الخلاف القائم بين الجانبين، لاسيما الخلاف حول منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها من قبل البلدين.
ودعا القادة "الخرطوم وجوبا إلى الإسراع في التوصل لحل سلمي في مسألة ترسيم الحدود بينهما  عبر الخبراء الأفارقة أو اللجوء للتحكيم  الدولي، ونقل عن  رئيس وفد جنوب السودان المفاوض باقان أموم أن "الرئيسين اتفقا على عقد اجتماع في واحدة من الدول التي شاركت في القمة المصغرة، وكان  الناطق الرسمي باسم  السودان  المفاوض السفير بدر الدين عبد الله قال  إن "الاجتماع  جاء في إطار دعم جهود الآلية الأفريقية المشتركة لفض النزاع بين السودان والجنوب". وفي أديس أبابا  استقبل الرئيس السوداني  عمر البشير  الأحد  رئيس فريق الوساطة الأفريقية  ثابو أمبيكى الذي أعلن في  تصريحات له  أن "اللقاء يأتي    فى إطار المشاورات المستمرة مع الرئيس السوداني  ورئيس دولة الجنوب   لمواصلة مفاوضاتهما لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما،  ليعم السلام البلدين" .في تطور أخر وعلى الرغم من إدانة الحكومة السودانية ورفض بعض الأحزاب وتحفظ أخرى  على  وثيقة الفجر الجديد  التي وقعتها بعض أحزاب المعارضة مع الجبهة الثورية المسلحة،  غادر زعيم حزب الوسط الإسلامي الدكتور يوسف الكودة  "أحد رموز التيار  الإسلامي السوداني" إلى العاصمة الأوغندية كمبالا.
وقال الكودة قبيل مغادرته إن "القوى السياسية  لديها  الحق في المشاركة فيما يخص الشأن العام  من قضايا، ولايجوز لأحد أن  يعزل تلك القوى"، وأشار الكودة إلى أن "اتفاقية السلام التي وقعت مع جنوب السودان من دون مشاركة التيارات الأخرى كانت  نتائجها سيئة"، ورحب القيادي في الحركة الشعبية قطاع الشمال، ياسر عرمان بـ "الخطوة"، واعتبرها "خطوة  شجاعة  يجب أن تتصل وتتسع لحوار حقيقي بشأن المدارس الفكرية كافة"، وفي تعليق على الخطوة يقول مسوؤل حكومي  فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم"  إن "وثيقة  الفجر الجديد  قوبلت بالرفض وتحفظت عليها أحزاب المعارضة، إضافة إلى أن بعض الأحزاب التي شاركت في توقيعها، عادت وتنصلت منها"،  وأضاف أن "الحكومة ستتحمل مسوؤلياتها في هذا الظرف الدقيق"، وكانت السلطات قد اعتقلت  بعض قادة الأحزاب المعارضة خلال الأيام الماضية بعد عودتهم من العاصمة الأوغندية كمبالا.