روما ـ مالك مهنا اتخذت سلطات الفاتيكان مؤخرًا تدابير مشددة لإحكام الرقابة على أي شخص يسعى للإطلاع على الأرشيف الخاص بدولة الفاتيكان وملفاتها ووثائقها أو الحصول على نسخ منها، ومن شأن هذه الإجراءات والتدابير أن تجعل من القصر البابوي ومسكنه منطقة محظورة على أي شخص حظرًا تامًا دون الحصول على ترخيص بذلك بما في ذلك أماكن معيشة البابا بنيديكت السادس عشر أو أي من مكاتب هيئة العاملين معه داخل القصر.
وتقول صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أنَّ الأب السلوفاني ميتجا ليسكوفار وهو أحد خبراء مكافحة التجسس والملقب باسم "مسيو 007" سوف يتولي بنفسه مسؤولية تنفيذ هذه الإجراءات الأمنية الخاصة ببطاقات الهوية والمتوقع أن يبدأ العمل بها اعتبارًا من الأوَّل من كانون الثاني/ يناير المقبل.
وسوف يتولى الأب ليسكوفار، الذي نشأ في يوغسلافيا السابقة تحت الحكم الشيوعي ، مسؤولية نقل الوثائق السرية بين الفاتيكان وسفرائها البابويين أو دبلوماسييها داخل السكرتارية العامة للدولة ، كما يقوم كذلك بالإشراف على طلبات نسخ تلك الوثائق داخل السكرتارية.
وسوف يخضع الآلاف من الكهنة والموظفين المدنيين العاملين داخل جدران الفاتيكان بداية من القصر البابوي وحتى سكرتارية دولة الفاتيكان، لإجراءات فحص وتدقيق مشددة على نحو يمكن المشرفين عليهم من مراقبتهم وقت دخولهم وخروجهم.
وقد جاء الكشف عن هذه الإجراءات الأمنية المشددة في أعقاب رفض الاستئناف الخاص بخبير الكومبيوتر كلاوديو سياربيلليتي الذي تم إدانته بالتواطؤ مع باولو غابرييل كبير الخدم السابق للبابا في الفضحية المعروفة إعلاميا باسم فضحية فاتيكليكس.
كما تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أثار فيه القضاة الثلاثة الذين نظروا تلك القضية، الشكوك حول مصداقية سياربيلليتي والصداقة التي تربطه برجلين آخرين.
وكان سياربيلليتي قد أدين الشهر الماضي بتهمة التواطؤ مع غابرييل الذين سبق إدانته هو أيضا بسرفة وثائق سرية خاصة بالبابا وتسريبها إلى صحافي إيطالي على نحو هز أركان الفاتيكان هذا العام.
وقالت صحيفة لا ستامبا الإيطالية اليومية أنَّ ساندرو ماريوتي بديل غابرييل والمعروف باسم "ساندرون" أصبح محظورًا عليه الآن القيام بأي مهام سكرتارية أو حتى مشاركة أي من موظفي السكرتارية الخاصة بالبابا، وهما مسيو جورج غانيسوين ومسيو ألفريد شوريب ، مثلما كان يفعل غابرييل من قبل.
ونسبت صحيفة الديلي تلغراف إلى الآب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان قوله أنَّ مثل هذه الإجراءات الأمنية كانت محل نقاش داخل الفاتيكان منذ سنوات، إلا أنَّه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الشأن وقال أنَّه لا يعرف بالضبط موعد بدء العمل بتلك الإجراءات.