روما ـ مالك مهنا  أكدت مصادر في الفاتيكان أن "البابا بنيديكت السادس عشر، سبق وأن تعرض لإصابة في رأسه، وغطت الدماء شعره، إثر سقوطه أثناء الليل خلال زيارته الرسمية التي قام بها إلى المكسيك العام الماضي"، وأوضحت تلك المصادر أن "هذه الحادثة كانت من بين الأسباب التي أسهمت في قرار الاستقالة، والتنازل عن كرسي البابوية". وأضافت المصادر نفسها أن "هذه الحادثة أدت إلى إصابة البابا "85 عامًا" بارتجاج، وبعثت برسالة إنذار إلى أطبائه وعجلت بقراره المفاجىء بالتنازل عن البابوية بعد ثماني سنوات من تعيينه".
 وأشارت مصادر الفاتيكان إلى أن "الحادثة وقعت عندما استيقظ البابا بعد منتصف الليل للذهاب إلى الحمام، أثناء إقامته في مدينة ليون في المكسيك، ونظرًا لأنه لم يكن معتادًا على المكان، فقد عجز عن التعرف على مفتاح النور، فتعثر في الظلام فارتطمت رأسه بحوض غسيل الوجه، وعندما استيقظ في الصباح كانت رأسه والوسادة مغطاة بالدماء". وعلى الرغم من أن الإصابة لم تكن خطيرة، لكنها كانت بمثابة إنذار خطير للحاشية التي كانت تعمل معه".
ولم تعرف الجماهير بهذه الواقعة، نتيجة قيام البابا بتغطية الجرح بقلنسوة قام بارتدائها طوال المراسم والطقوس التي أجراها في بقية أيام رحلته إلى المكسيك.
 وقال أحد القساوسة الذين كانوا بصحبته خلال الرحلة، في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "لاستامبا الإيطالية" إن "البابا استيقظ صباح 25 آذار/ مارس، وهو آخر أيام زيارته لمدينة ليون، ليكتشف أن الدماء تغطي شعره، وعندما سأله معاونوه، عما حدث قال إنه "ارتطم بالحوض أثناء الليل عندما أراد أن يذهب إلى الحمام، ولكنه لم يتعرف على مكان مفتاح النور في الظلام، إذ لم يكن معتادًا على المكان، مما أدى إلى تعثره في الظلام وإصابته وسقوط بعض قطرات الدماء على الأرض، إضافة إلى الوسادة".
 وقد أعرب بارتريزيو طبيب البابا عن قلقه، وعلق على ذلك مخاطبًا البابا بقوله "أرأيت يا قداسة البابا لماذا أعترض على مثل تلك الرحلات؟".
 وقد أكد المتحدث باسم الفاتيكان الواقعة، ولكنه "رفض الإيحاءات بأنها كانت وراء قرار البابا بالاستقالة". وقال المتحدث في تصريحات أدلى بها الخميس إن "هذه الواقعة لا علاقة لها بقرار الاستقالة التاريخي".
 ومن المنتظر أن تسري الاستقالة رسميًا في تمام الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي للفاتيكان 28 من  شباط/فبرايرالجاري، وبعدها يبعد عن الأنظار خلال فترة اعتزاله للتعبد والصلاة. وقال البابا في تصريحات أدلى بها إلى القساوسة إنه وفي حالة اعتزاله للصلاة، فإنه سيكون دائما قريبا منهم وأنهم سيكونون قريبون منه، حتى ولو اختبأ في عالمه". وتؤكد مصادر الفاتيكان أن "البابا بعد استقالته واعتكافه لن يتدخل في شؤون خليفته في كرسي البابوية".
إلا أن هذه التأكيدات قد أثارت تساؤلات وعلامات استفهام بعد ما أكد المتحدث باسم الفاتيكان أن "جورج غانسوين موضع ثقة بنيديكت منذ زمن بعيد وزميله في بافاريا، سيظل سكرتيره الخاص في الوقت نفسه الذي سيشرف فيه على احتياجات البابا الجديد".
 وتؤكد الغارديان أن "غانسوين لن يعيش يعمل فقط سكرتيرًا لبنيديكت، وإنما سيعيش معه أيضًا في الدير الذي سيختلي به والذي يوجد في ركن من حدائق الفاتيكان، ومن شأن هذا الدور المزدوج أن يتسبب في خلط في ظل هذا الوضع التاريخي غير المسبوق في مسيرة الفاتيكان".
 وتشير الصحيفة إلى أن "قرار البابا بالاستقالة يرجع أيضًا إلى الصراع المرير بين الكرادلة داخل الفاتيكان، والبيروقراطية الضاربة في أطنابه، يضاف إلى ذلك فضيحة تسريب وثائق البابا السرية على يد كبير خدمه باولو غابريل".