بيروت ـ جورج شاهين يترأس الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بعد ظهر الإثنين، جلسة لحكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، في القصر الجمهوري، وعلى جدول أعمالها تأليف هيئة الإشراف على الانتخابات وتمويل هذا الاستحقاق، فيما أكد رئيس حزب "الكتائب"، أمين الجميل، في حديث لـ"العرب اليوم"، أن المكتب السياسي سيناقش الملف الانتخابي، وأن خيار الحزب باتجاه المقاطعة يساوي قرار المشاركة، وأن المكتب السياسي في الحزب هو الذي يقرر.
وقال الجميل، "إن الاتصالات مستمرة في كل الاتجاهات، وخطوطنا مفتوحة مع كل الأطراف"، مشيرًا إلى أن نجله، ممثل الحزب في لجنة التواصل النيابية، قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعاد بأجواء قابلة للنقاش، وستكون موضوع نقاش في البيت المركزي للحزب".  
وتلقى الجميل سلسلة اتصالات من مختلف الأطراف والقيادات السياسية والحزبية، في ضوء موقف الحزب الذي قد يؤدي إلى عدم المشاركة في الترشيحات، قبل أن تتوضح الصورة في مجلس الوزراء ومجلس النواب، فيما أجرى اتصالاً بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جرى فيه البحث في المستجدات العامة.
وتناول سليمان هذا الموضوع مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، إضافة إلى استعدادات الوزارة وتحضيراتها في هذا المجال، فضلاً عن الوضع الأمني في البلاد، فيما بحث مع وزير العدل شكيب قرطباوي في تحضيرات الوزارة بشأن ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي.
وزار بعبدا، الإثنين، وفد من نواب "تيار المستقبل"، ضم: عاطف مجدلاني، باسم الشاب، خضر حبيب، وأمين وهبي، حيث اطلع رئيس الجمهورية على موقف التيار من الملف الانتخابي المطروح في ضوء المناقشات والاتصالات النيابية الجارية راهنًا، في حين التقى سليمان المدير العام لأمن الدولة، اللواء جورج قرعة، واطلع على عمل المديرية في هذه المرحلة.
وزار رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، صباح الإثنين، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وبحث معه في التطورات الراهنة، فيما استقبل ميقاتي، المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، وعرض معه الاستعدادات للعملية الانتخابية، والظروف التي ترافق هذه المرحلة، مبديًا ارتياح المجتمع الدولي للعملية الانتخابية.
وأكد عضو المكتب السياسي في حزب "الكتائب"، سليم الصايغ، ما نشره "العرب اليوم" قبل أيام، أن الاتجاه لدى حزبه هو "رفض الواقع، وعدم المضي قدمًا نحو الترشيحات على أن يؤخذ القرار الأخير الإثنين، وأننا نتجه نحو لحظة تاريخية"، في حين تساءل: كيف يمكن للدولة تأمين حسن سير العملية الديمقراطية المتسمة بالانتخابات النيابية، في ظل عدم تمكنها من دخول أكثر من 40% من الأراضي اللبنانية وحماية الناس، للتمكن من الوصول إلى مراكز الاقتراع والتصويت بحرية، معتبرًا أن ما يحصل هو إعلان حرب، وكيف يمكن تنظيم انتخابات وعملية ديمقراطية في ظل حالة حرب؟، وتمنى الاعتراف بعجز لبنان عن إدارة انتخابات اليوم، إلا في حال تولت الأمم المتحدة تنظيمها، داعيًا إلى السير بتمديد عفوي لمجلس النواب، من أجل تفادي حصول "هرطقة" دستورية في جال المضي في الانتخابات.
وقال عضو كتلة "التيار الوطني الحر"، النائب الآن عون، "فليسمح لنا (القوات والكتائب)، فـ(التيار الحر) هو الذي كان في الحكومة، وأوقف العمل بـ(قانون الستين)، ومن هنا اسأل (الكتائب اللبنانية) التي تقوم بمسرحية المقاطعة، ما هي بدائلها عن هذه المقاطعة، ويكفي ديماغوجية هم يتفاوضون على اللوائح مع (14 آذار)، والأمر لا يتعلق بالمصلحة الوطنية، فكفى ضحكًا على الناس، علمًا أننا نحن الوحيدين الذين أعطينا البدائل، فما هي مشكلة (الكتائب) مع المختلط؟ مشكلتها مع المختلط مشكلة حسابات بينهم وبين (القوات) ولا تتعلق بالتمثيل المسيحي، وسنتكلم عنهم أكثر إذا أكملوا في هذا الأسلوب".
ورأى النائب محمد رعد، "أن علينا أن نختار بين السيئ والأسوأ، أي (قانون الستين) أو التمديد"، لافتًا إلى أن "الطائف لم يطبق بحذافيره، إذ نص على ضرورة المناصفة، وإعطاء 64 نائبًا للمسيحيين".
وجاء كلام رعد في خلال ندوة سياسية في حسينية النبي يعقوب، في بلدة روم قضاء جزين جنوب شرقي بيروت، لمناسبة "عيد المقاومة والتحرير" بدعوة من "حزب الله"، في حضور عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب زياد اسود، حيث تحدث رعد عن "إنجازات المقاومة والنصر الذي حققته لتحرير الأراضي اللبنانية، وهذا ما عجزت عنه دول كبرى"، فيما ركز على وثيقة التفاهم بين الحزب و"التيار الوطني الحر".