الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق تبادل المؤيدون في السودان والذين يدعون إلى "الاستقرار"، الهجوم مع المعارضين الذين يسعون لـ"إسقاط النظام"، وحذر كل فريق، الآخر من عرقلة طريقه، وبينما حذَّر البرلمان السوداني من "مخطط يستهدف زعزعة الاستقرار"، مطالبًا الحكومة بـ"مواجهة أي خروقات للقانون بالحزم"، قالت الحركة الشعبية قطاع شمال سودان، التي وقَّعت ضمن تحالف المعارضة السودانية على وثيقة "الفجر الجديد" في العاصمة اليوغندية كمبالا قبل يومين إنَّ توقيع الوثيقة من قبل الجبهة الثورية وقوى الإجماع الوطني تشكل مسرحًا سياسيًا جديدًا ومختلف نوعيًا عما عليه من قبل.
وأوضحت الحركة التي تقود صراعًا مسلحًا مسرحه ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أنَّ المعارضة  تتحدث عن إسقاط النظام وليس التفاوض معه وشددت الحركة الشعبية في أول تعليق لها على وثيقة "الفجر الجديد" على أن الجبهة الثورية ستوقف إطلاق النار فور إسقاط النظام، واعتبرت أن المؤتمر الدستوري الذي نصت عليه الوثيقة سيكون هو بداية تأسيس الجمهورية الثانية للسودان، واصفةً الوثيقة بأنها سودانية خالصة على عكس ما حدث في بعض ثورات دول الربيع العربي التي توحدت قواها المعارضة بدور خارجي.
ونُقل عن مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان أن التوقيع علي الوثيقة لم يكن عملًا سهلًا بل استغرق وقتًا وجهدًا، مضيفًا أن الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) سيبذل جهدًا لتشويه الاتفاق، وتحدثت الوثيقة عن إسقاط النظام الحاكم في السودان  من خلال الضغط الجماهيري عليه في خطوة ربما قادت بنظر البعض الحكومة لتشديد قبضتها وتحجيم أدوار المعارضة.
وفي الخرطوم تواصل الهجوم على هذه وثيقة المعارضة، حيث شن البرلمان السوداني هجومًا لاذعًا على تحالف المعارضة السياسية والجبهة الثورية على خلفية توقيعها ميثاق الفجر الجديد، وقالت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد في تصريحات لها إن الحكومة ستتعامل بحسم مع كل من يهدد أو يسعي لتهديد أمن السودان وبالخطوات التي تضمن وتكفل حماية البلد والشعب، وقالت إن المعارضة وبهذا السلوك تنوي خلق حالة من الاضطرابات، والفوضي في البلاد وهذا لن تسمح به الحكومة أو تتساهل مع من يدعو له أو يتبناه.