بير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم والرئيس السوداني عمر البشير
بير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم والرئيس السوداني عمر البشير
الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
كشفت مصادر مطلعة عن لقاء جمع الرئيس السوداني عمر البشير ، مساء الأحد مع كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم الذي يزور السودان حاليًا، ولم تفصح المصادر عن الموضوعات التي تم مناقشتها خلال اللقاء، ولا نتيجته، فيما تعقد اللجنة الفنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا، اجتماعًا الاثنين،
لترفع في ختام أعمالها توصياتها ومقترحاتها إلى اللجنة السياسية الأمنية المشتركة التي ستبدأ اجتماعاتها، الثلاثاء، على مستوى وزيري الدفاع في البلدين.
وتسعى الخرطوم للحيلولة دون لجوء دولة جنوب السودان، إلى مجلس الأمن الدولي لحسم النزاع حول منطقة أبيي وكذلك حل الخلاف بينهما بشأن حول المسائل الحدودية، وقام وزير خارجية السودان بجولة أفريقيةن قبل أيام زار خلالها أربع دول اعضاء في مجلس السلم والأمن الافريقي هي كينيا وتنزانيا وزيمبابوي وليسوتو، فيما ذهب نائب البشير الحاج آدم يوسف إلى غرب أفريقيا، لشرح الخلاف بين الخرطوم وجوبا.
وعقد مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع على نافع، وباقان أموم. اجتماعًا الأحد أكدا فيه أهمية إسراع الخطى وتوفير المزيد من الدعم السياسي لتنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين السودان ودولة الجنوب.
وذكر نافع، أنَّ الطرفين اتفقا على أهمية تسهيل وتسريع الخطى وتجاوز العقبات والتحديات في تنفيذ اتفاق التعاون باعتباره الضامن لعلاقات مستقبلية، مؤكدًا أنَّ دورهم السياسي سيتعاظم لحث فريقي البلدين على ترجمة ما تم الاتفاق عليه والانتقال به إلى مراحل التنفيذ العملية، مشيرًا إلى أنَّ الطرفين اتفقا كذلك على تطوير العلاقات بين البلدين ، تطويرًا حقيقيًا في كل المجالات حتى ينعم شعبا البلدين بالأمن والسلام والاستقرار.
وأكد نافع أنَّه سيزور جوبا لمزيد من التواصل وترجمة ما تم الاتفاق عليه، فيما أشار أموم إلى أنَّ اللقاء تطابقت فيه وجهات النظر والرؤى بالانتقال بعلاقات البلدين إلى مراحل جديدة، كما أشار إلى أنَّ اللقاء بحث العلاقات السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان في إطار اتفاق التعاون الموقع بينهما، موضحا أن اللقاء ناقش كذلك دور القيادة السياسية في البلدين للمساعدة في تذليل العقبات أمام التنفيذ الكامل لاتفاق التعاون وبلورة العلاقات الاستراتيجية وتطوير العمل المشترك وتحقيق المصالح العليا لشعبي السودان والجنوب.
واستبق باقان أموم ، لقاءاته في الخرطوم، باجتماع مع وزير الدفاع السوداني، رئيس اللجنة السياسية الأمنية المشتركة، الفريق الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، وبحث معه ما سبق الاتفاق عليه لتنفيذ الترتيبات السياسية الأمنية بين البلدين.
إلى ذلك قال باقان أموم في تصريحات لدى وصوله مطار الخرطوم، السبت أنَّه يحمل رسالة من رئيس دولة الجنوب سلفاكير، إلى الرئيس السوداني عمر البشير، تتعلق بكيفية الإسراع في تنفيذ البلدين لاتفاق التعاون المشترك الموقع بينهمان مؤخرًا في اديس أبابا.
من ناحية أخرى لوحظ أنَّ أجهزة الإعلام السودانية لم تقابل زيارة باقان أموم الحالية للسودان، بذات الاهتمام السابق، فيما بدا أنَّه رد على عدم اهتمام الإعلام في جنوب السودان، بزيارة وفد السودان الأخيرة إلى جوبا.
ويقول المحلل السياسي سليمان صديق لـ"العرب اليوم" أنَّه يعتقد أنَّ الحكومة السودانية تري من الضروري إقامة علاقات جيدة مع دولة جنوب السودان، بالنظر إلى الارتباطات الوثيقة والمصالح المشتركة بين البلدين، إضافة إلى التداخل السكاني، والتداخل في الموارد الطبيعية، فكل هذا يحتم إقامة علاقات طيبة بين البلدين، مشيرًا إلى أنَّ الجنوب تَعَوَّدَ تصدير مشاكله إلى شمال السودان - على حد تعبيره - وقال صديق إنَّ حكومة الجنوب لا تستطيع السيطرة على العناصر التي تشارك في دعم المجموعات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ العام الماضي، مشككًا في قدرة حكومة الجنوب على الوفاء بالتزاماتها الأمنية.
وألمح صديق إلى أنَّ دعم الجنوب، خصوم الخرطوم في الولايتين يرتبط بالصراع الداخلي في الجنوب، وأضاف أنَّ تأمين الحدود بين البلدين يحتاج إلى جيش قوي وشرطة متطورة وهذا غير متاح الآن لدى حكومة الجنوب، حتى وإن اتفقت دولة الجنوب مع السودان على ترتيبات أمنية معينة فإنَّه من الصعب عليهما الوفاء بها".
واختتم صديق تصريحاته بالإشارة إلى أنَّ الحركة الشعبية، وهي الحزب الحاكم في الجنوب تعرف أنَّ الدعم الغربي والأميركي له حدود ، بخاصة أنَّ أميركا الرسمية ترغب في أن تعيش الخرطوم وجوبا في حالة من الأمن والاستقرار، لكنَّه عاد وقال إنَّ هناك قوى سياسية ومجوعات ضغط لها مصالح في المنطقة، وبما أنَّه وحتي الآن لا يوجد ارتباط مصالح وثيق بين السودان وأميركا، لذلك تلعب هذه القوي أو ترسم بعض ملامح السياسية الخارجية الأميركية تجاه قضايا السودان.
كانت الخرطوم وجوبا قد اتفقتا مؤخرًا على وقف تدهور علاقاتهما واستئناف صادرات النفط الجنوبية عبر الأراضي السودانية، وإقامة منطقة منزوعة السلاح علي حدودهما، لكن تنفيذ الاتفاق يواجه منذ توقيعه صعوبات لتباعد مواقفهما من الأولويات في تنفيذ بنود ما اتفقا عليه .