الرباط ـ منال وهبي أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية في القنيطرة، صباح الخميس، مقدم الشرطة المتهم بقتل رجال الأمن الثلاثة في مفوضية مشرع بلقصيري، محمد بلوطي، الأحد الماضي، على محكمة الجنايات في المدينة نفسها، بعدما اعترف بكل تلقائية بالتهم المنسوب إليه. ووضع الشرطي المتهم تحت الحراسة النظرية في زنزانة المحكمة، في انتظار عرضه على أنظار الوكيل العام الملك لدى استئنافية المدينة نفسها، حيث من المنتظر أن يتم الاستماع إليه، وإحالته في اليوم نفسه على قاضي التحقيق.
وحسب ما كشفته يومية "المساء" المغربية في عددها الصادر، الجمعة، فإن المتهم اعترف بكل تلقائية بالمنسوب إليه، مما لم يعرقل مهام المحققين الأمنيين في صياغة محضر الاستماع إلى تصريحات المتهم.
وفي سياق متصل، استمع المحققون إلى الكثير من رجال الأمن في مشرع بلقصيري، بينهم رئيس المفوضية، وعنصر أمني آخر ينتمي إلى جهاز مراقبة التراب الوطني (حرس الحدود).
وحسب تسريبات إعلامية، فإن السبب الحقيقي وراء إقدام البلوطي على قتل ضحاياه يعود إلى خلاف نشب بينه وبين أحد المسؤولين الأمنيين، بشأن تاجر مخدرات جرى ضبطه من طرف مقدم الشرطة خلال حراسته للحاجز الأمني، وثبت بعد ذلك أنه مبحوث عنه ومحكوم عليه غيابيًا بعشر سنوات سجنًا نافذًا، وبعد قيام البلوطي بإحالته على الدائرة المختصة، اكتشف في اليوم الموالي، أن بارون المخدرات تم إطلاق سراحه في ظروف مشبوهة.
وحسب المصدر نفسه، فإن المتهم استشاط غضبًا بعد علمه بإخلاء سبيل تاجر المخدرات، فاحتج بشدة على هذا الأمر، وطالب بتوضيحات في هذا الشأن، خاصة بعد اقتناعه بأن المال غير المشروع نزل بثقله في هذه القضية، وهو ما لم يتقبله المسؤول الأمني، الذي أمر رجل أمن بكتابة تقرير ضد البلوطي، وإحالته على الدوائر المسؤولة، وإرغامه على ارتداء زي الشرطة في حال عدم قبوله قرار إبعاده عن دورية الحراسة.