غزة ـ محمد حبيب تزايدت في الآونة الأخيرة محاولات فتية غزيين اجتياز السياج الأمني الإسرائيلي المحاذي لقطاع غزة، في اتجاه الأراضي المحتلة منذ عام 1948، ما يطرح تساؤلات عن دوافع هذا التسلل ومخاطره الأمنية والاجتماعية. وقال مدير البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان، سمير زقوت، إن ظاهرة تسلل الفتية عبر السياج الأمني الصهيوني، في اتجاه الأراضي المحتلة، ظاهرة مستمرة  لا سيما في ظل الظروف التي يعانيها القطاع.
ورأى زقوت أن السبب الرئيس"هو انتشار الفقر والبطالة بين السكان في القطاع، وهذا ما يدفع الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن 18 إلى اجتياز الحدود للعمل داخل الكيان".
واستبعد زقوت أن تكمن أي أسباب أخرى خلف هذه الظاهرة، وقال: "لا أعتقد أن هنالك سببًا يدفع أحدًا للإقدام على المخاطرة بنفسه للاعتقال والقتل غير الجوع ولقمة العيش".
ووفق مصادر حقوقية، فقد تم توثيق اعتقال الاحتلال أكثر من 16 طفلاً من المتسللين عبر السياج الأمني الصهيوني خلال الـ 45 يومًا الماضية.
ونوه زقوت أن هذا العمل، قد تخلفه مخاطر كبيرة ليس على الطفولة فقط، بل على الإنسانية كإنسانية من خلال ما قال إنه "إقدام إسرائيل على ممارسة أبشع أساليب الترهيب والتعذيب، والمساومة لمن هو صاحب حالة إنسانية عند انتقاله من المعبر، فكيف بمن تسلل في عملية غير شرعية يعاقب عليها القانون؟.. عند ذلك سيكون موقف الطفل ضعيفًا، وقد يدفعه للسقوط والعمالة".
ولم تكن الأجهزة الأمنية في غزة، بعيدة عن متابعة هذه الظاهرة، ودراسة دوافعها ومخاطرها.حيث يقول المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، إسلام شهوان، إن وزارة الداخلية تتابع هذه الظاهرة جيدًا، وتقوم بجميع الإجراءات المناسبة  للحد منها، والحيلولة دون تضخمها.
وأضاف: "بعد الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، استغل البعض حالة الهدوء على الشريط الحدودي للتسلل، والوزارة ترصد هذه التحركات، وأعطت تعليماتها لأجهزتها الأمنية  لمنع المواطنين من الاقتراب من السياج الفاصل".
وكان الاحتلال الصهيوني شنّ هجومًا على غزة في الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، توقف بتوقيع  اتفاق تهدئة بتدخل مصر بعد ثمانية أيام من المواجهة بينها وبين  المقاومة في غزة، تضمن  إلغاء "المنطقة العازلة"، التي كانت تمتد إلى داخل أراضي قطاع غزة لمسافة تمتد 300 متر قبل التصعيد الأخير.
وأشار شهوان إلى أن الوزارة تستدعي من يثبت دخوله للشريط الحدودي، ويعود للقطاع، ليتم الاطلاع على الأساليب التي تستخدمها قوات الاحتلال مع الأفراد المتسللين، مؤكدًا أن "هذه الإجراءات فقط هدفها تحصين الأفراد، حتى لا يكونوا عرضة  للسقوط في أحبال المخابرات، أو أي اتصال مستقبلي، ولا يكونوا عرضة للابتزاز".
وتبقى هذه الظاهرة بين مطرقة تكررها وسندان الحد منها وإيقافها، ويبقى الخطر الأكبر من وقوع الأطفال في شرك الحبائل الصهيونية".