"واحة سيوة" الواجهة الاستشفائيَّة للسياح العرب والأجانب

قفزت "واحة سيوة" إلى لائحة المزارات السياحية المصرية المهمة في العشرين عامًا الأخيرة، رغم أنها من أقدم المواقع وأعتقها، ويصف خبراء السياحة "سيوة" بأنها تُقدِّم كل ما يداعب مخيلة السائح من أشجار النخيل المتعانقة حول بحيرات الماء العذب والمالح، وكثبان رملية عملاقة، وأطلال المدن الطينية المتبقية، التي تشهد

على شهرة سيوة، وعلو شأنها في العصور الإغريقية والرومانية، حتى إن البعض يؤمن بوجود قبر الأسكندر الأكبر فيها. وتُعد "سيوة"، واحة قابعة في قلب صحراء مصر الغربية، تقع على مسافة 820 كيلومترًا جنوب غربي القاهرة، قرب الحدود مع ليبيا، وهي الأبعد بين الواحات الأخرى، البحرية، والفرافرة، والداخلة، والخارجة، وظلت بسكانها شبه منفصلة عن مصر إلى أواخر القرن التاسع عشر، وحولها نُسج الكثير من القصص والأساطير والتكهنات التي يحاول البعض إثباتها، ويحاول آخرون نفيها.

وتتميز "سيوة" بموقع نائي في صحراء مصر الغربية، وبعادات وتقاليد مختلفة، عن بقية سكان مصر، وبالإضافة إلى لغتهم الخاصة بهم، وجميعها عوامل زادت من انجذاب السياح إليها، مما شجع السلطات المصرية على اتخاذ خطوات تسهل زيارة تلك البقعة في الأرض الحمراء.
وتمتاز الواحة برمالها البيضاء الساخنة، التي لها من الخواص ما يجعلها قادرة على علاج الكثير من الأمراض الروماتيزمية، وآلام المفاصل، والعمود الفقري، أما أهم العيون والآبار في سيوة، فهي حمام كليوباترا، وعين العرايس، وفنطاس، وملول، والحموات، كما تمتاز بمناخ جاف طوال العام.
وتنقسم المياه الساخنة في الواحة، إلى نوعين؛ مياه ساخنة عادية، ومياه ساخنة كبريتية، مثل التي تتوفر فيها، لاسيما عند مساحة  18 كيلومترًا، من قلب الواحة، وتلك المياه الكبريتية، تستخدم علميًّا على نطاق واسع في العالم، حيث يتم معالجة نوع خاص من الطين بهذه المياه، ويتم استخدامها في علاج الكثير من الأمراض الجلدية، ومشاكل البشرة, كما يمكن استخدامها أيضًا في علاج الجهاز التنفسي.
وعامل الطقس في "سيوة"، له دور مهم، حيث يتميز بالجفاف وخلوه من الرطوبة، مما يساعد كذلك على عمليات الاستشفاء والعلاج، لاسيما ممن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، كما أثبتت الدراسات والأبحاث أن الرمال الموجودة في جبل الدكرور في منطقة سيوة، تحتوي على إشعاعات تساعد في علاج مرض الروماتيزم، وشلل الأطفال، والصدفية، والجهاز الهضمي، حيث يفد إليها عدد كبير من السياح العرب والأجانب، وكذا المصريين للدفن بها، للاستشفاء خلال شهري تموز/يوليو، وآب/أغسطس من كل عام، كما أن "عين كيفار" تماثل منطقة بئر "كارلد فيفاري" أحد المنتجعات العالمية التي تستخدم في العلاج.