جزيئات تلوث الهواء

كشفت دراسة جديدة أن جزيئات تلوث الهواء التي يُحتمل أن تكون سامة بالكربون والمعادن من حركة المرور في الشوارع، عُثر عليها في مشيمة نساء حوامل لأول مرة.وأظهرت الدراسة، التي نُشرت مؤخرا في مجلة Science of The Total Environment، أن الجسيمات النانوية المستنشقة من تلوث الهواء، يمكن أن تنتقل في مجرى الدم من الرئتين إلى أعضاء أخرى مثل الدماغ والقلب - ويمكن أن ينتهي بها الأمر في المشيمة.

 

وأوضح الباحثون أن الجنين "يبدو وكأنه الهدف لمثل هذه الجسيمات"، وقال المعد الرئيسي للدراسة، جوناثان غريغ، الأستاذ في جامعة كوين ماري، لندن: "تُظهر دراستنا لأول مرة أن تلوث الهواء بجسيمات الكربون المستنشق، ينتقل في مجرى الدم، وتستهلكه الخلايا في المشيمة".

 

وقالت باربرا ماهر، وهي عضو في فريق البحث، وأستاذة بجامعة لانكستر بإنجلترا، إنه من المحتمل جدا أن تؤثر الجزيئات المستنشقة على الجنين.

 

وأضافت: "من المستبعد جدا أن مثل هذه الجسيمات، بعد أن تمكنت من الوصول إلى المشيمة، أن تؤثر على الجنين. ومن الضروري تقليل التعرض لجسيمات تلوث الهواء - خاصة جزيئات التلوث متناهية الصغر مثل هذه - بشكل عاجل".

 

ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التأثير المباشر، الذي قد تحدثه جزيئات التلوث على الجنين النامي، ومع ذلك، فقد أشاروا أيضا إلى أن العلاقة بين تعرض الأم للهواء الملوث ومشاكل الجنين، بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة، أثبتت بالفعل .

 

وبالنسبة للدراسة، فحص الباحثون المشيمة المتبرع بها من 15 امرأة، تتمتع بصحة جيدة بعد ولادة أطفالهن في مستشفى لندن الملكي.

 

وقال باحثون إن التعرض للتلوث حُدد لدى 13 امرأة، وجميعهن تعرضن للحد الأعلى من الجسميات، من المتوسط السنوي لمنظمة الصحة العالمية.

 

وحلل فريق البحث الخلايا في المشيمة باستخدام مجموعة من التقنيات، بما في ذلك الفحص المجهري الضوئي والإلكتروني والأشعة السينية.

 

وقال الباحثون إن الجسيمات السوداء، التي تشبه إلى حد بعيد الجسيمات الناتجة عن التلوث، عُثر عليها في خلايا المشيمة لدى جميع النساء الخمس عشرة.

 

وكانت غالبية الجسيمات التي اكتُشفت، قائمة على الكربون، وعُثر أيضا على كميات ضئيلة من المعادن، بما في ذلك السيليكون والفوسفور والكالسيوم والحديد والكروم، ونادرا التيتانيوم والكوبالت والزنك والسيريوم، ويرتبط العديد من هذه المعادن باحتراق الوقود الأحفوري.

 

ويأمل غريغ أن "تشجع هذه المعلومات صانعي السياسة على تقليل انبعاثات حركة المرور على الطرق" في المملكة المتحدة.

قد يهمك ايضا

وصفات لتنظيف "القولون" أبرزها "الليمون والعسل"

 

5 طُرق مبتكرة للتخلص من الملل في حياتنا اليومية