حقن تبادل المخدرات

تُسجّل تونس سنويًّا 67 إصابة جديدة بمرض فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" وذلك منذ اكتشاف أول حالة منتصف الثمانينات، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحّة التونسية في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السيدا، الذي يوافق غرة تشرين الأول/ ديسمبر من كل عام، وتشير التقارير ذاتها الى بلوغ عدد الإصابات خلال العام الجاري حدود 70 إصابة جديدة ، فيما أشارت مصادر رسمية إلى أن 36 في المائة من معدّل الإصابات بالإيدز ناتجة عن تبادل حقن المخدرات، ولأنّ تونس تشهد زيادة في استهلاك المخدرات ما بعد الثورة بسبب الانفلات الأمني والتهريب عبر الحدود التونسية الجزائرية والتونسية الليبيّة فقد تكون الظاهرة تفاقمت لتصبح حقن المخدرات كابوسَ الشباب التونسي. وتوضِّح المُكلَّفة بالبرنامج الوطني لمكافحة السيدا في وزارة الصحة الدكتورة حياة حمدون ان "عدد الحالات غير المعلنة يفوق بكثير عدد الحالات المعلنة"، داعية إلى "ضرورة القيام بتحاليل للكشف عن هذا الفيروس، إذ تم تخصيص مراكز متعددة ف يكل المحافظات تتولى التحليل بشكل مجاني وسرّي". ويُقدّر العدد الإجمالي لحاملي فيروس فقدان المناعة المكتسبة أو ما يُعرف بمرض "السيدا" في تونس بـ 1865 حالة إصابة. وتم تسجيل 572 حالة وفاة منذ سنة 1986، تاريخ تسجيل اول حالة وفاة بسبب السيدا، ويقدّر عدد المتعايشين مع هذا المرض ب 1293 مصابا. وتشارك تونس الأحد، في احتفالات اليوم العالمي لمكافحة السيدا بإطلاق حملة توعوية للشباب- المستهدف الاول بهذه الاصابة- تحت شعار "مراكز الكشف عن السيدا مفتوحة للكل والتحليل سري وبلاش" (التحليل سري ومجاني). ويأمل عبد اللطيف المكّي وزير الصحة والقيادي في حركة النهضة الاسلامية-وفقا لما صرّح به على هامش استعداد وزارته للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السيدا في النزول بعدد الإصابات الى الصفر وتُعدّ العلاقات الجنسية غير المحمية وفقًا لتقارير وزارة الصحة "السبب الرئيسي لانتقال فيروس السيدا بنسبة تصل إلى 49 ٪".
وأكَّدَت تقارير لجمعيات تونسية ناشطة في المجال سابقًا أن تبادل حقن المخدرات يُعدّ سببًا آخر مباشر للإصابة بمرض السيدا في تونس، اذ يشير تقرير صادر عن الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات إلى أن 36 في المائة من معدّل الاصابات بالايدز ناتجة عن تبادل حقن المخدرات. بل صنّف أحد التقارير تونس ما قبل الثورة كرابع بلد في العالم (بعد افغانستان وايران وليبيا) من حيث الاصابة بفيروس "السيدا" عن طريق تبادل حقن المخدرات، وهو ما نفته آنذاك السلطات الرسمية وقلّلت من حجم الظاهرة، ولأنّ تونس تشهد زيادة في استهلاك المخدرات ما بعد الثورة بسبب الانفلات الأمني والتهريب عبر الحدود التونسية الجزائرية والتونسية الليبيّة قد تكون الظاهرة تفاقمت لتصبح حقن المخدرات كابوسَ الشباب التونسي، على اعتبارها سببًا في نقل العدوى بمرض الإيدز.