منال موسى المشاركة في برنامج "آرب آيدول"

أثارت المشاركة منال موسى في برنامج "آرب آيدول" من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، جدلًا كبيرًا في صفوف الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشرها صورة تجمعها مع المشارك الآخر هيثم خلايلة، رفقة عضو حزب "الليكود" الإسرائيلي أيوب القرا، وهو الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي انتهى للتو من عدوانه على قطاع غزة.

وأبهرت المتسابقة الفلسطينية منال موسى لجنة التحكيم في برنامج "آراب آيدول"، بصوتها الرائع وحازت على بطاقة التأهل للمرحلة الثانية، بعد أن حصلت على موافقة أعضاء لجنة التحكيم الأربعة، فيما أعاد نشطاء فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي نشر صور موسى،أثناء مشاركتها في لقاء ضم عشرات الطلاب الإسرائيليين مع الرئيس محمود عباس، في مقر المقاطعة في رام الله، قبل أشهر، وذلك من باب أنّها من المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا مرفوض، حتى وإن كانت من سكان الأراضي المحتلة عام 1948، وتحمل الجنسية الإسرائيلية.

وكان الملحن والموزع الموسيقي حسن الشافعي أكثر أعضاء لجنة التحكيم إعجابًا بصوت منال، وأخبرها بأنها "أوصلته إلى أعلى مراحل الطرب، وأطربت روحه"، على حد تعبيره، وذلك كان خلال الحلقة الرابعة والأخيرة لتجارب الأداء في "آراب آيدول"، الأسبوع الماضي. 

وعلى الرغم من أنَّ منال موسى تشارك في إحياء العديد من الحفلات التراثية الفلسطينية، وشاركت في مهرجانات فلسطينية عدّة، إلا أنّها أصبحت مثار خلاف وجدل في صفوف الفلسطينيين، عقب نشرها صورة لها مع القرا الذي ينتمي لحزب "الليكود" الإسرائيلي، ما أجج ردود فعل غاضبة على ذلك، ما جعل البعض يدعوها إلى تقديم اعتذار رسمي لهم، لما شكلته تلك الصورة والخطوة إساءة لفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 في التواصل مع العالم العربي.

ويعتبر القرا سياسيًا إسرائيليًا درزيًا، وأحد أعضاء حزب "الليكود" في الكنيست، ونائب وزير تطوير النقب والجليل، وعارض خطة فك الارتباط مع غزة، وهو من المعادين لإيران، ويدعم حل الثلاث دول، من خلال سيطرة الأردن ومصر على الضفة الغربية وقطاع غزة على التوالي، ويؤيد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.

ويعتقد قرا أنَّ "إسرائيل لا يوجد لديها من تصنع السلام معه، حيث يهدف كل شركاء السلام لإضعاف إسرائيل".

وانتقد اتفاق أوسلو، لإعطائها "القيادة الفلسطينية المجرمة التي كانت في لبنان وتونس الشرعية ليقودوا يهودًا والسامرة وغزة"، حسب وصفه.

ويجاهر قرا باحتقاره للعرب، ويطلق عليهم صفات بالغة السوء ويتفاخر بأنّه "صهيوني ومقتنع بعقيدة يهودية الدولة العبرية التي يعتبرها أرض إسرائيل".

وخدم قرا في جيش الاحتلال، وأصيب أكثر من مرة، كما أن شقيقيه قتلا في حروب لبنان.

ويصف قرا نفسه بأنه "وطني إسرائيلي وصهيوني متحمس"، ويصنف في الجناح الأشد يمينية في "الليكود".

وجاءت صورة منال مع القرا لتدخلها في "الهم والغم" رغم فرحتها العارمة وابتسامتها العريضة، التي رسمت على وجهها بعد تأهلها  للمرحلة الثانية في ذلك البرنامج الشهير.

وأشارت موسى، في تصريحات صحافية، إلى أنَّ "نقص الفنانات الفلسطينيات في الوطن العربي، والرغبة في نشر التراث الفلسطيني لاعتباره أروع تراث في العالم، وتوفر الأصوات العذبة والأداء الرائع، هو ما  دفعها للمشاركة في آراب آيدول".

وأضافت موسى أنَّ "الكوفية الفلسطينية ستبقى رفيقة دربها خلال المشاركة في البرنامج، والثوب والمطرزات الفلسطينية باعتبارها الأجمل في الأزياء العالمية".

وبدأت منال مشوارها منذ الصغر بحب الغناء والطرب الأصيل، عبر مشاركتها في الحفلات المدرسية، والمهرجانات في بلدتها دير الأسد، في الأراضي المحتلة عام 1948، قبل أن تنتقل للعيش في مدينة رام الله، ومن بين ما غنته "الدلعونا" التراثية برفقة الفنان القدير رفعت الأسدي.