الدار البيضاء ـ سعيد بونوار بدأ نجوم الغناء الشعبي في المغرب، في المراهنة على العمل في ملاهي أوروبا الليلية، بدافع انحسار الإنتاج الفني في بلادهم، وقلة المهرجانات، ومعها اشتعلت نيران أجور هؤلاء، وتأججت رغبتهم في قضاء أوقات أطول يتجولون بين إيطاليا وفرنسا وهولندا وإسبانيا، يراهنون على "الإكراميات" أو "النقطة" كما يسميها المصريون ، أو "لغرامة" كما يلقبها المغاربة. وقالت مديرة أعمال عدد من نجوم المغرب في أوروبا، خديجة مهنا، في حديث لـ"المغرب اليوم"، "كان سقف أجور نجوم الأغنية الشعبية حتى السنوات الخمس الأخيرة لا يتعدى 3 آلاف يورو في أحسن الأحوال، مع التزام المنظمين بضمان النقل والإقامة، لكن مع إقبال الجالية المغربية المقيمة في الخارج على حفلات هؤلاء ارتفع سقف الأجور إلى معدلات قياسية". ولا يعلن هؤلاء النجوم عن أجورهم لاعتبارات عدة، منها الخوف من الضرائب، إلا أن سباق المشاركة في الحفلات المنظمة في الخارج احتدم بين عدد من هؤلاء النجوم، بعد انحسار العمل داخل المغرب، وتنامي "القرصنة" التي شردت عددًا من العاملين في القطاع الفني، وبخاصة منه الغنائي. ويتوزع عمل هؤلاء بين المشاركة في سهرات كبرى، تُنظم في كبريات القاعات الأوروبية، ومنها "زينيت" و"مونتراي"، وبين "الكباريهات" التي غالبًا ما يخفض فيها النجم أجره المعلن، طمعًا في ما يعرف بـ"لغرامة" أو "الإكرامية"، وهي الأوراق النقدية التي يجود بها مرتادو هذه الأماكن على نجومهم المفضلين. وأفاد أحد أبرز منظمي السهرات في باريس، مصطفى موس، لـ"المغرب اليوم"، أن "بعض الفنانين الشعبيين المغاربة تنهال عليهم إكراميات تفوق 30 مليون سنتيم (أكثر من 30 ألف دولار) في الليلة الواحدة، وبخاصة إذا نظم الحفل في إيطاليا أو هولندا، حيث يستقر عدد من المتاجرين في المخدرات أو (الغبرة) على حد التعابير المتداولة بينهم". ويأتي على رأس النجوم المغاربة المطلوبين في السهرات الكبرى في أوروبا، الداودية وعبدالعزيز الستاتي وعبدالله الداودي وسعيد الصنهاجي وعادل الميلودي ومصطفى بوركون، إلا أن نجومًا آخرون يتقدمون بثبات نحو مراكز المقدمة، ومن هؤلاء كمال العبدي، وحميد المرضي، وجمال الدين ولد الحوات، ومصطفى الميلس. وإذا كان نجوم الغناء الشعبي دخلوا "بوابة الملايين"، فإن نجوم الأغنية العصرية خارج إطار المنافسة، إذ لا توجه إلى هؤلاء دعوات المشاركة في سهرات أوروبا، باستثناء بعض الحفلات الخاصة، وغالبًا عندما توجه الدعوة إلى نجم ما، لا يتعدى الأجر المقترح 2000 يورو، فيما فسر مدير مؤسسة رائدة في مجال تنظيم الحفلات في أوروبا هذا الوضع، بأن "نجوم الأغنية العصرية لا جماهيرية لهم لدى الجاليات المغاربية".