لقطة من فيلم "مريم" الروائي السوري دمشق ـ جورج الشامي تشهد سورية حاليًا حراكاً سينمائياً مقبولاً، حيث شارك فيلم "مريم" للمخرج باسل الخطيب في تظاهرة أفلام في مقاطعة لاهاي في هولندا بعد فوزه بالجائزة الكبرى لمهرجان "الداخلة" في المغرب وبعد استبعاده من مهرجانات القاهرة ودبي ووهران لأسباب سياسية. ويُعرض في نيويورك ولندن فيلم "ملك الرمال" للمخرج نجدت أنزور للمرة الأولى بعد تهديد مخرجه بالقتل بسبب تطرقه لتاريخ آل سعود، في حين حصد فيلم "وجه آخر للقتل"، للمخرج فيصل بين المرجة، ذهبية الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان بيروت السينمائي.
شارك فيلم "مريم" في التظاهرة السينمائية التي نظمها البيت العربي للثقافة والفنون في مقاطعة لاهاي جنوب هولندا حيث شارك  إلى جانب العديد من الأفلام العربية. والفيلم كتب نصّه المخرج باسل الخطيب بالتعاون مع أخيه تليد الخطيب وجمع ببطولته النجمات سلاف فواخرجي، ديمة قندلفت، ولمى الحكيم إضافة إلى النجوم عابد فهد، أسعد فضة، نادين خوري، صباح الجزائري، ريم العلي، ميسون أبو أسعد وغيرهم.
ويتناول الفيلم حكاية ثلاثة نساء سوريات يحملن الاسم ذاته "مريم" ، ويعشن في أزمنة متباعدة خلال المئة سنة الأخيرة من تاريخ سورية، 1918، 1967، و2011، وتشكل حكاياتهن قرآءة متداخلة للحرب بأشكالها المختلفة، وتأثيراتها في مصائر النساء، سواء كانت هذه الحرب عسكرية، أو اقتصادية، أو أخلاقية، وقال المخرج باسل الخطيب: "إن مريمات هذا الفيلم الثلاث، هنّ شخصيات تدعو للسلام والمحبّة، رغم أن الحرب بأشكالها المختلفة ساهمت في تدمير مصائرهن".
فيما يُعرض في نيويورك ولندن فيلم "ملك الرمال"، إنتاج وإخراج السوري نجدت أنزور، وكان من المفترض أن يُعرض في أبريل/ نيسان الماضي، لكنه عُرض للصحافيين فقط.
 ويروي الفيلم الذي يُتوقع أن يثير جدلاً كبيراً، تاريخ مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وتفاصيل الرحلة التي قام بها، بعد خروجه من منفاه في الكويت وغزوه للرياض، وإنهاء فترة حكم آل الرشيد هناك، وانتقاله بعدها إلى نجد وحائل في 1921، وقضاءه علي الأسرة الهاشمية بالتعاون مع الإنجليز عبر جاسوسهم الشهير جون فيلبي الذي لقّب بعبد الله المهتدي بعد إسلامه.
وتعرض مخرج الفيلم "أنزور" بسبب هذا الفيلم للتهديد بالقتل، وعن هذه التهديدات قال: "تطاردني التهديدات دوماً، لكنّها اليوم أصبحت أمراً واقعاً، مشيرًا إلى أنه لايشعر بالخوف لأنه يش التفكير ويمنع من متابعة الأعمال.
في غضون ذلك نجح الفيلم السوري "وجه آخر للقتل" في حصد ذهبية الأفلام الروائية الطويلة في "مهرجان بيروت السينمائي الدولي" استلمها المخرج فيصل بني المرجة، والفيلم من تأليف طالب عمران، وإنتاج الفضائية السورية التربوية، وبطولة: جهاد سعد، شادي زيدان، نجلاء الخمري، لينا دياب، علي كرّيم، فاتن شاهين، محمود بني المرجة، نجوى علوان، موفق بني المرجة.
ويعالج العمل موضوعاً طبياً إشكالياً نادر الحدوث، ويتناول في محوره الأساسي "جريمة الشرف" والملابسات التي قد تلفّها، ويخاطب مختلف فئات المجتمع ويروي قصة فتاة تعاني من حالة مرضية ناتجة عن ابتلاعها أخاها التوأم وهي في بطن أمها ليفاجأ أهلها بنمو بطنها تدريجاً وينغمسون في حالة من الهلوسة حول "مسّ شرفهم وعرضهم" بجريمة ارتكبتها ابنتهم.