معرض «الفن الدوار» للرسم والصور الفوتوغرافية والمنحوتات الفنية

تستمر السفارة الإيطالية في لبنان بتقديم الدعم والتشجيع للبنانيين في مجالات مختلفة؛ فهي أسهمت في تحريك التبادل التجاري بين البلدين، كما تبنت إعادة ترميم متحف سرسق ومعالم أثرية، وأقامت نشاطات ثقافية وأخرى فنية من أجل دعم لبنان.

من هذا المنطلق، استضافت السفارة الإيطالية في لبنان معرض «الفن الدوار» للرسم والصور الفوتوغرافية والمنحوتات الفنية، وتضمن أكثر من 70 لوحة وقّع معظمها فنانون لبنانيون. كما شارك في المعرض إيطاليون يستقرون في بيروت بالتعاون مع بنك «بيمو» و«كوميرشيل انشورانس». وتهدف هذه المبادرة إلى خلق واحة من الأمل والجمال في عزّ الأزمات التي يمر بها لبنان.

47 فناناً تناولوا موضوعات مختلفة عن ريف لبنان وطبيعته، وعن الفوضى الملونة بالرجاء وعن النور في صلب العتمة. كما قدم فنانون آخرون وقفات مع الذات بعيداً عن ضجيج الحياة. وعرّج بعضهم على مدن تاريخية، كجميل ملاعب في لوحته «أورشليم»، في حين رسمت منى طراد «طائر الحظ» الأصفر على طريقتها السوريالية.

وألقت السفيرة الإيطالية نيكوليتا بومباردييري كلمة في المناسبة أشارت فيها إلى إصرار إيطاليا على دعم مبادرات من هذا النوع. وتابعت «إيطاليا ملتزمة دعم الفن والثقافة في لبنان، نقوم بذلك إيماناً منا بأنه حتى في الأوقات العصيبة لا يجب أن تعدّ الثقافة ترفاً، ولا يجب أن تهمل. فكلما زادت الثقافة غنى زادت هوية البلد قوة». وختمت «تستضيف السفارة في إطار هذا المعرض نشاطات اجتماعية وثقافية أخرى لغاية 4 مايو (أيار). بما فيها حفلة موسيقية لفنان إيطالي، حيث تُفتح أبواب السفارة للأصدقاء اللبنانيين والإيطاليين والدوليين».وفي جولة على المعرض التقت إحدى الفنانات المشاركات وهي إيرين غانم، وتحدثت عن لوحتها «الفوضى» التي رسمتها بتقنية الأكليريك وبألوان زاهية.

«لقد استوحيتها من طبيعة حديقتي في بلدة عين عار، وترينها تزدحم بالألوان لأني أحب الحياة. أما لوحتي الثانية تحت اسم «مشهد فني» فأخبر فيها حكاية موت بعض الأشجار بسبب دود الصندل». وعن استضافة المعرض من قِبل السفارة الإيطالية، تقول غانم «هو بلد الفن والألوان والنكهات الذكية، ما يشبه اللوحات المشاركة. وتحمست لدخول هذه التجربة من باب معرض لبناني يقام على أرض إيطالية».

وأنت تجول في معرض «الفن الدوار» تلفتك صور فوتوغرافية نُفذت بتقنية متحركة. فتبرز معالم لغة جسد من ناحية والتناغم الحاضر بين الأبيض والأسود فيها من ناحية ثانية. صاحبة هذه اللوحات هي الإيطالية آنا المتزوجة من المصمم اللبناني العالمي طوني ورد. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «بتقنية ترتكز على ضوء الشموع أنفذ هذه الصور وبلقطة تصوير واحدة (one shot). ولذلك؛ يدخل هذا الفن ضمن فئة الاختباري لأننا لا نستطيع مسبقاً معرفة النتيجة التي سيثمرها. فأتفاجأ أنا أيضاً بما تلتقطه عدستي، وهي تقنية تتطلب وقتاً وجهداً لتنفيذها». وتؤكد آنا ورد أن صورها تنقل حركة الجسد وما يختلجه من مشاعر لا يمكننا وصفها. وتفاصيل هذه اللوحات تتبدل ضمن اللوحة الواحدة. فعند تصوير الحركة تترك للضوء مساحته كي يرسمها على سجيته.

أشكال وألوان مختلفة تسود معرض «الفن الدوار»، بحيث تملك كل قطعة فنية معروضة فيه تقنية معينة تجعلها لا تشبه غيرها. فميرنا مشنتف تشارك في هذا المعرض من خلال إعادة تدويرها لأغراض كثيرة، فتقولبها لتحولها قطعاً فنية ذات رؤيا حديثة ومعاصرة. وأمام منحوتتها «سفيرة السلام» تشرح ميرنا لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استخدمت هنا قارورة الإطفاء الحمراء التي نستخدمها في بيوتنا وسياراتنا ونرميها بعد استعمالها، طليتها بالأبيض وأطلقت عليها اسم (سفيرة السلام)، وأضفت إليها إكسسوارات لتبدو أكثر أناقة كدبلوماسية. واستخدمت في هذا الصدد الزنبرك المعدني (ريسور) الخاص بالدفاتر، إضافة إلى قطع مفككة من صنبور (حنفية مياه) قديم. ولأزيدها بهرجة غطيتها بطبقة من المخمل الأسود». وتشير مشنتف إلى أنها مع منحوتتها «سفيرة السلام» ترغب في إيصال رسالة للناس بأن يتمسكوا بالأمل. «نحن مَنْ باستطاعتنا ضخ الحياة في يومياتنا، وهذه المنحوتة المصنوعة من مواد كانت ميتة خير دليل على ذلك».

والتقت السكرتير الأول في السفارة الإيطالية في لبنان فاليريا بيانكوني، فتحدثت عن هذه المبادرة التي تستضيفها السفارة لأول مرة في حرمها منذ زمن. فالجائحة كما الأزمات التي ألمّت بلبنان في الفترة الأخيرة حالت دون ذلك. وتابعت «أنا سعيدة كون السفارة تعيد فتح أبوابها من جديد أمام هذه المعرض. وقد أعجبنا بفكرة المعرض التي تقرّب من المسافات بين الفن والناس. كما أنها تلقي الضوء على مواهب فنية غير معروفة والعكس صحيح. والجدير ذكره، أن هذه القطع الفنية ستكون متاحة رؤيتها أيضاً من قبل الجالية الإيطالية في لبنان. فهي تتشوق للتعرف إلى الفن اللبناني والثقافات المنوعة من خلال 70 لوحة مشاركة».

قد يهمك ايضاً

الكشف عن أفضل الصور الفنية التي التقطت في عام 2017

"بيدو" يجمع الصور الفوتوغرافية لمدينة كاتماندو لترميمها افتراضيًا