فيلم وثائقي

يستخدم عديدون كلمة «الوثائقي» حين الحديث عن فيلم غير الروائي. السبب هو أن الترجمة الصحيحة لكلمة Documentary الآتية من فعل To Document تعني توثيقي. وليس هناك من خطأ في ذلك.على أن استخدام كلمة «تسجيلي» ليس بالضرورة خطأ إذا ما اعتبرنا أن التسجيل غير التوثيق. الفارق أن التسجيلي هو الفيلم الذي يتناول، غالباً، مشاهد من الحاضر أو من وقائع حالية. مثلاً لا يمكن اعتبار فيلم «بابنوتك» لرنا عيد (لبنان) أو فيلم «حكاية سناء» لروجينا بسالي (مصر) أو حتى «الرأسمالية: قصة حب» للأميركي روجر مور

وثائقي، فالوثائقي هو الفيلم الذي يتناول غالباً مواد وثائقية أو يعالج موضوعه على هذا النحو كما يفعل، من بين أمثلة عديدة، فيلم غسان حلواني «طرس - الصعود إلى المرئي» (لبنان).
لغتنا العربية منحتنا كلمتين صالحتين للتعبير عن مضمون الفيلم غير الروائي، ويمكن استخدامهما على النحو الذي يميّز كل نوع عن آخر. المسألة المطروحة في الأساس، وبوضوح، أن استخدام كلمة «وثائقي» على أفلام لا تقصد التوثيق ولا تتعامل مع التاريخ ولا مع الأرشيف ليس فعلاً دقيقاً.

التفريق بين ما هو تسجيلي وبين ما هو وثائقي سيؤدي إلى تعزيز الفيلم الوثائقي عبر الحفاظ على مكوّناته وخصائصه بعيداً عن استسهال الوصف. بذلك يمكن اعتبار الفيلم السوداني «الحديث عن الأشجار» لصهيب قسم الباري وثائقي، أو توثيقي، لكونه يؤرخ لوضع معيّن يمكن الرجوع إليه مستقبلاً.وهذا كله ليس من باب تفضيل نوع على آخر. الجودة لا تعرف الهوية ولا النوعية ولا حتى المضمون وحده. الجودة هي الكيفية التي تم عبرها إنجاز فيلم ما بأسلوب عمل وبرؤية تجعله أكثر من مجرد طرح لموضوع ما. حتى تلك العديد من الأفلام التي اندفعت لتوثيق أحداث ثورات الربيع ليست توثيقية بقدر ما كانت «ريبورتاجية».

قد يهمك ايضاً

الفيلم الوثائقي اللبناني"آدم بسمة" يترشح لجائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب

"بيروت للأفلام الوثائقية" يعرض "كارافاج" افتراضيا بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي