باريس ـ مارينا منصف على طريقة "حصان طروادة" استطاع فريق من رجال الشرطة الفرنسية المسلحين التخفي في زي عمال حدائق وتجاوز كاميرات المراقبة داخل شاحنة صغيرة والوصول إلى قلب المكان السري بجنوب فرنسا الذي كان يختفي فيه رجل الأعمال الكازاخستاني والمصرفي والوزير السابق مختار ابلايازوف، وهو الرجل المتهم بارتكاب أكبر عمليات تزوير واحتيال في العالم.
وقد عثر عليه رجال الشرطة الفرنسية داخل هذا المكان وهو يجلس أمام جهاز الكومبيوتر الخاص به. وتستعد السلطات الفرنسية الآن لترحيله من فرنسا إلى أوكرانيا، حيث انه مطلوب هناك لاستجوابه حول اتهامات بارتكاب عمليات احتيال مصرفية.
وقد كشف النقاب يوم الاحد عن تفاصيل عملية الاعتقال الدرامية التي أنهت فترة من الملاحقة لذلك الرجل استمرت 18 شهرا بعد هروبه من بريطانيا أوائل العام الماضي.
وكان فريق خاص من رجال البوليس السري البريطاني يلاحقونه في أعقاب هروبه من المحكمة العليا البريطانية التي أصدرت حكمها عليه بالسجن بتهمة إهانة المحكمة. ويتمثل الاتهام الأصلي في اختلاس مبلغ 6 مليارات دولار من بنك "بي تي إيه" الكازاخستاني، وقد حاول البنك استعادة تلك المبالغ من خلال خوض دعاوى قانونية عدة أمام المحاكم المدنية، ولكنه في كل مرة كان يدعي أنه ضحية لعملية اضطهاد سياسي بسبب معارضته الرئيس الكازاخستاني المستبد نورسلطان نازارباييفف .
ويصرّ ابلايازوف على "أنه ضحية مؤامرة سياسية بعد أن غادر منصبه كوزير للطاقة في بلاده وأصبح خصما بارزا للرئيس الكازاخستاني". وقد قام مختار ابلايازوف بتمويل حزب ٍ إصلاحي في البلاد عام 2001 الأمر الذي كلفه حكما بالسجن ست سنوات بتهمة استغلال منصبه.
ولكنه وبعد أن حصل على عفو من رئيس البلاد عام 2003 ترأس بنك "بي تي إيه"، ويقال أنه استمر في نهب أصوله إلى أن هرب إلى لندن عام 2009 ونجح في الحصول على لجوء سياسي هناك عام 2011. ويصفه الادعاء العام في كازاخستان بأنه يقود مؤامرة إجرامية بهدف انتزاع السلطة عن طريق تأجيج الحرب والكراهية الأهلية في البلاد.
وقد تم اعتقال زوجته وطفلته ونقلهما من روما إلى كازاخستان الأمر الذي أدى إلى أزمة سياسية في إيطاليا على أساس أنهما باتا في خطر بعد ترحيلهما إلى كازاخستان.
وكان البوليس السري البريطاني قد طارد مختار عن طريق محاميته التي كانت تلتقي به في فيلا على البحر في الجنوب الفرنسي، وهي الفيلا التي اعتقلته داخلها الشرطة الفرنسية. وقد مثل مختار أمام محكمة بجنوب فرنسا ومن المنتظر أن يتقدم بطلب الإفراج عنه هذا الأسبوع.
 وخلال شهر أبريل نيسان الماضي تم اعتقال حارسه السابق في مدريد بإسبانيا بتهمة الاحتيال المصرفي والتورط في أنشطة إرهابية ولكنه نفى عن نفسه هذه التهم.
وتقول مصادر قضائية أن التحقيق مع مختار قد تم على يد مؤسسة استخباراتية بريطانية خاصة، وقد رفض متحدث باسم تلك المؤسسة التعليق على ذلك بحجة "أن سياسية المؤسسة ترفض التأكيد أو النفي في مثل هذه الأمور الخاصة بعملائها".