صورة  من  الارشيف لتظاهرة في جوبا تطالب بتحسين الوضع الاقتصادي الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق  اتهمت وزارة الخارجية السودانية ، واشنطن ، لاتخاذها مواقف تشجع جنوب السودان على التمسك بمواقفه المعتنتة والمتصلبة اثناء المحادثات بين البلدين والتي لم تحسم الملف الامني وترسيم الحدود، ورجحت أن تكون دعوة الولايات المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين   لدعم جوبا اقتصاديا ، محاولة أميركية لإنقاذ اقتصاد دولة الجنوب من الانهيار بتأمين مساعدة طارئة لها.
وقال الناطق بلسان الخارجية السفير العبيد احمد مروح ، ان الاعلان الاميركي جاء على خلفية حديث للمبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان  المنتهية ولايته برنستون ليمان، وأن المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية اجتهدوا في حل الخلاف بين الخرطوم وجوبا في أبعاده الأمنية  حتى تتمكن دولة جنوب السودان من تصدير نفطها، وبالتالي تأمين احتياجات شعبها ما دفعها الى التشدد في عدم إنفاذ الاتفاقيات  الموقعة مع السودان.
ووصف المتحدث باسم الخارجية السودانية ، هذا السلوك بأنه يخالف ما جرى الاتفاق عليه بين الدولتين في ايلول سبتمبر الماضي ، عندما وقع الرئيسان  البشير وسلفاكير الاتفاق الإطاري الخاص بالتعاون بين البلدين ، ونص على أن يتم تنفيذ هذه الاتفاقات  حزمة واحدة، لكن الطرف الاخر  تنصل وتراجع عن  تنفيذ الجانب الأمني الوارد في الاتفاق  فيما أصر السودان على موقفه المتعلق بأن تنفذ الاتفاقات حزمة واحدة.
 وقال مروح ان المؤتمر الذي تحدثت عنه واشنطن   سيحدث تاثيرا سلبيا على اتفاق السلام وجهود حل الخلافات التي اعقبتها  لان  ذلك سيشجع حكومة جنوب السودان  على التمسك بمواقفها المتصلبة والتي كانت سببا في فشل حسم القضايا الخلافية ، خصوصا  الملف الامني الذي يتحدث عن ترسيم الحدود ووقف دعم المجموعات المعارضة وفك الارتباط بين الجنوب  والحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان.
وتوقع الناطق باسم الخارجية السودانية  أن  تمارس واشنطن ضغوطاً حقيقية على دولة جنوب السودان لتنفيذ ما التزمت به في اتفاق أديس ابابا   ، مشيرا الى ان كل المندوبين الاميركيين الذين عملوا في مجلس  الامن الدولي في السنوات الماضية ظلوا في حال عداء  مع السودان ، مشير الى ان   المندوبة الأميركية الحالية في مجلس الأمن سوزان رايس ظلت تقوم بدور مكشوف ويدلل على حال العداء هذه   فقد ظلت تضغط على جهات في الاقليم بهدف  تحريك ملف السودان من البيت الافريقي في اتجاه مجلس الأمن  توطئة لاتخاذ قرارات ضد  السودان، موضحاً أن التحركات الدبلوماسية السودانية النشطة افشلت هذه المخططات ،ولكن هذا لا يعني أن المعركة الدبلوماسية مع واشنطن قد انتهت فسيظل العداء الأمريكي يحرك جزءًا من هذه المخططات ويترصد السودان في مواقع مختلفة.